الثلاثاء 05 أغسطس 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أين القوة العربية الناعمة لتحقيق الدولة الفلسطينية؟
play icon
كل الآراء

أين القوة العربية الناعمة لتحقيق الدولة الفلسطينية؟

Time
الأربعاء 30 يوليو 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

لنتحدث بواقعية، وبكثير من الصراحة، إن احداث السابع من اكتوبر عام 2023، وإن اختلفت عليها الاراء، إذ البعض يرى انها لم تحقق شيئا، بينما الاخر يرى أنها ساعدت على وضع القضية الفلسطينية في قمة الاهتمام العالمي، إلا انها غيرت الكثير طوال 663 يوما.

فبغض النظر عن المواقف حيالها، نتفق معها او لا، لا شك أن هناك ايجابيات عدة، فاكبر إيجابية كانت مساندة الرأي العام العالمي لقضية غزة، وها نحن اليوم نرى فرنسا وإنكلترا وغيرها من الدول الاوروبية بدأت تعمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما الكثير من الدول قاطعت إسرائيل، حتى اللهجة الاميركية تغيرت في الاونة الاخيرة، وها هو دونالد ترامب قد غير موقفه من قضية المجاعة، إذ قال بصريح العبارة: "أعتقد أن الجميع، ما لم يكونوا قاسيي القلوب أو أسوأ من ذلك، مجانين، لا يوجد شيء يمكن قوله سوى أن الأمر مروع عندما ترى الأطفال، كما تعلمون، سواء تحدثوا عن المجاعة أم لا، هؤلاء أطفال يتضورون جوعا".

صحيح أن ما يجري في غزة فاق الجنون، وهو جعل الجميع في العالم يؤمن بأن الطريق الصحيح لوقف هذه الابادة هو اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وهذا لن يتحقق إلا عبر قوة قادرة على جلب المزيد من قناعة الدول، بأن لا يمكن لحكومة أن تمحو شعبا، وتغتصب ارضه، لمجرد تأويلات عن حقوق تاريخية.

كانت إسرائيل طوال العقود الماضية تعمل على اقناع العالم أنها الضحية، لكنها كشفت عن وجهها الحقيقي منذ السابع من اكتوبر 2023، والوحشية التي تتعامل بها فاقت كل التوقعات، ولهذا بدأ العالم يتنكر لها، ويقاطعها، لذا اليوم هي كيان منبوذ، فالرأي العام هو أكبر قوة ضغط حين يتحرك بالاتجاه الصحيح، وعلى هذا الاساس غير الرئيس الأميركي لهجته، وبدأ يستعمل الكلمات العاطفية في حق الفلسطينيين.

السؤال اليوم الذي يطرح نفسه: ألا تحتاج هذه الحركة الشعبية العالمية استخدام إمكانيات الدول العربية، واعلامها، وتشكيل قوة ضغط ناعمة عالميا من اجل فلسطين؟

هناك منابر إعلامية كبيرة، وقدرات عظيمة لدى الدول العربية والإسلامية، ولها ايضا قوة ديبلوماسية كي توصل رسالة واضحة للعالم اجمع انه آن الاوان كي يصبح للفلسطينيين دولة، وفي هذا الشأن لابد من الاستفادة من الرأي العام الدولي، فهو السلاح الأقوى في هذه الحرب.

إن الاحلام الشعب الفلسطيني لن تتحقق إذا لم تكن هناك قوة عربية واحدة تمارس دورها في كل الاتجاهات، لا سيما بعد التغيير الكبير اوروبيا الذي تحقق.

آخر الأخبار