السبت 02 أغسطس 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ملك المغرب بارك الله في صنعك
play icon
الافتتاحية

ملك المغرب بارك الله في صنعك

Time
الأربعاء 30 يوليو 2025
أحمد الجارالله

التنمية في وضع دولي قلق معادلة صعبة، لكنها لم تكن كذلك أمام ملك المغرب محمد السادس، الذي واجه التحديات طوال 26 عاماً من العمل والجهود المضنية من أجل مملكة قادرة، قوية، ولقد أثبتت الأحداث أن الأشجار التي زرعها قد نضجت ثمارها، وعلى أكثر من صعيد، فيما الجهود مستمرة لتحقيق مكاسب في مجالات أخرى.

لذا حين يقول العاهل المغربي إن "ما حققته البلاد لم يكن وليد الصدفة، إنما نابع من صواب الاختيارات التنموية الكبرى، والاستقرار السياسي والمؤسسي".

لقد قلنا منذ زمن إن المغرب البوابة الذهبية للقارة الأفريقية، ولهذا، فقد عملت على كل الصعد كي تقود تلك المنطقة تنموياً، فمحمد السادس يدرك تماماً أن بلاده لا يمكنها تحقيق المعجزات بمفردها، وهي تحتاج إلى جناحين لتنطلق، هما الجناح العربي، والآخر الأفريقي، وقد مارست دورها بهذه القناعة منذ زمن طويل، فرسخت الثقة الاقتصادية الكبيرة بالمملكة كمركز استثماري نشط، على المستويات كافة.

اليوم، المغرب قطب مميز في صناعات عدة، بدءاً من تجميع السيارات إلى صناعة بعض مكونات الطائرات، وصولاً إلى الطاقة المتجددة، وغيرها، ما ساعد على الوصول إلى خفض البطالة، وتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي و"استناداً إلى هذا الأساس المتين، هناك بناء اقتصاد تنافسي، أكثر تنوعاً وانفتاحاً"، كما قال محمد السادس في خطاب العرش.

الاقتصاد المغربي، اليوم، قوة في القارة الأفريقية، وهو ما عزز الناتج الوطني، ونوّع مصادر الدخل بنسبة كبيرة، إذ رغم المصاعب الطبيعية، كالجفاف وغيره، والأزمات الدولية، إلا أنها حافظت على مسار تصاعدي على كل المستويات، وحققت نمواً كبيراً، ترجم في تحسين المستوى المعيشي للمواطن، وخلق فرص عمل جديدة، وكل هذا لم يكن ليتحقق إلا من خلال وجود بنية تحتية متطورة، شملت مرافق الخدمات كلها.

رغم كل ما تحقق طوال فترة العقدين ونصف العقد الماضية، فإن هذا الملك النشيط، كان صريحاً مع شعبه حين قال: "إنني لن أكون راضياً، مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تسهم، بشكل ملموس، في تحسين ظروف عيش المواطنين، من كل الفئات الاجتماعية، وفي جميع المناطق والجهات".

هذا الصدق دأب عليه الملك منذ تسلم مقاليد الحكم، وهو أساس علاقات المغرب من العالم كله، لهذا فإن الأدوار التي اضطلعت بها الرباط منذ القدم كثيرة، استندت إلى مواقفها الثابتة، ومنها يد الصداقة والتعاون مع الجميع، لا سيما الجوار الطبيعي الجغرافي، وعلى هذا الأساس، وفي كل مناسبة، يؤكد الملك محمد السادس على العلاقات الوطيدة مع الشعب الجزائري، وتأكيده "الالتزام الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر".

كانت منذ زمن قضية الصحراء مؤرقة للرباط، ومصدراً للمشكلات، لكن بالحكمة والديبلوماسية والحنكة استطاع العاهل أن يعيد البوصلة إلى الاتجاه الصحيح، ويعمل على تبيان الحقوق المغربية بكل وضوح، في إطار سيادة المملكة على صحرائها، وهو ما عزز مواقف العديد من الدول.

المغرب اليوم، وبعد 26 عاماً، منذ تسلم محمد السادس زمام الحكم، استطاع نقل بلاده إلى مستويات أرقى، وفي هذا لا يمكن للمرء أن ينسى ما قاله المغفور له، الملك الحسن الثاني، عن ابنه في إحدى المناسبات: "كنت أعده لحمل أمة، ولم أعلمه ليكون أميراً، بل يكون خادماً لوطنه"، وفعلاً إن محمد السادس خير خادم لوطنه وأمته وشعبه، فهو رجل حل المعادلات الصعبة.

آخر الأخبار