الاثنين 04 أغسطس 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بلدان العرب غنية لكنها فقيرة... كيف هذا؟!
play icon
كل الآراء

بلدان العرب غنية لكنها فقيرة... كيف هذا؟!

Time
الخميس 31 يوليو 2025
أحمد الدواس
مختصر مفيد

كثير من البلدان تكون الأرض فيها "بنية اللون"، وتُسمى "الأرض الطينية "، وهي صالحة جدا للزراعة، بعكس الأرض الرملية.

فلنفترض ان البلد العربي لديه هذه الأرض، وكذلك الجبال، ويطل على ساحل البحر، لكن الحكومة تشتكي أن البلد فقير، والشعب يعاني، ومن يتولون السلطة، ربما لم يفكروا جيدا في تطوير البلد، أو أنهم انقلبوا على النظام السابق، وأطاحوه، ولا يعرفون كيف يديرون البلد.

وتمر السنوات الطويلة، والبلد والمسؤولون على هذه الحال، ولا أقصد بلداً عربياً معيناً، بل ربما جميع البلدان العربية، فهي غنية بالموارد الطبيعية، لكنها لا تستغلها بالشكل المطلوب.

ما ذكرناه يسمى "موارد معطلة" فالبلد غني، لكنه فقير، فقير لأن المسؤولين المحسوبين على إدارته لم يفكروا باستغلال الموارد بالشكل المطلوب.

فلو تمت زراعة أراضي تلك البلد، وأقيمت الفنادق، والمنتجعات السياحية، على سواحل البحر، ويمكن استغلال الجبال في انشاء سدود وخزانات لحفظ مياه الأمطار، ولتوليد الكهرباء من تلك السدود، لصالح الشعب ولري الزراعة، وهكذا.

قلنا أكثر من مرة، بإمكان سورية استغلال الساحل الممتد من شمال لبنان الى حدود تركيا، 183 كيلومتراً، لتطويره من أجل السياحة فهو سيدر على سورية مليارات الدولارات، لكنها لم تفعل.

ما دفعني لكتابة هذه السطور أن إسرائيل تنوي احتلال غزة، وتوطين نحو مليون يهودي فيها، وإزاحة سكانها الى الجنوب، وانشاء المنتجعات السياحية التي تدرعليها مليارات الدولارات.

فها هو وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، يلمّح إلى أن اسرائيل تخطط لاستئناف الاستيطان اليهودي في غزة، ففي مقابلة صباح يوم الخميس 24 يوليو الجاري على إذاعة "كول باراما"، قال: "قطاع غزة بأكمله سيكون يهوديًا"، كما شارك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر"ريفييرا في غزة – من الرؤية الى الواقع"، لترسيخ وجود يهودي دائم في قطاع غزة.

هكذا تركنا الأرض العربية بمواردها المعطلة، فاستباحها الكيان الإسرائيلي.

العرب يضيعون الفرص، فبلدانهم غنية لكنهم، لا يستثمرونها، فاليمن، مثلا، بلد موقعه الجغرافي ممتاز، بموارد طبيعية وسياحية، ومناخ طيب، قريب من افريقيا وآسيا واوروبا، لكن أين القيادة التي تجعل من هذا البلد دولة متقدمة؟

اليمن مدحها الخالق في القرآن الكريم في سورة سبأ، لكنهم لم يحافظوا على النعمة، حينذاك، وحاليا يضر اليمنيون ببلدهم، وبمصر، وبالملاحة البحرية بمهاجمة بعض السفن.

لقد أصبحت مصر تخسر 800 مليون دولار شهريا، فبعض السفن، أصبحت لا تدخل البحر الأحمر لتعبر قناة السويس، كل ذلك بسبب جماعة "الحوثيين" الذين شعروا أن الحكومة تهمل أوضاعهم، فحملوا السلاح وأطاحوها، فانتقلت الى عدن، واستمرت إيران تدعمهم بالسلاح، وتدهور حال اليمن.

لبنان غني بموارده الطبيعية لكن الشعب يعاني، فـ"حزب الله" يهدد استقراره، ويتعنت ويرفض إلقاء سلاحه، إنه يحمل السلاح بينما للبلد جيش، فلماذا لاتكون لدى الحزب مشاعروطنية؟

وهكذا تركنا موارد البلد العربي معطلة فاستباحها الأجانب، أولا تستفيد منها شعوبها.

[email protected]

آخر الأخبار