الأحد 03 أغسطس 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
خليل الحية  ينفث السم الزعاف
play icon
الافتتاحية

خليل الحية ينفث السم الزعاف

Time
الخميس 31 يوليو 2025
أحمد الجارالله

من غرائب قادة حركة "حماس"، أولئك الذين يحاربون من الفنادق، أنهم يحرضون الشعوب العربية كي تدخل بلادها في الفوضى، بينما هم يعيشون بعيداً عن غزة آلاف الكيلومترات، لا يفوتون وجبة طعام، بينما الجوعى في القطاع يموتون على قارعة الطريق، لأنهم لم يجدوا كسرة خبز يابسة تسد رمقهم.

لذا، فإن تصريح خليل الحية، الذي حرّض فيه على العالمين العربي والإسلامي، وكال الاتهامات إلى مصر ونظامها، وهو أقل ما يقال فيه إنه خدمة لإسرائيل، وليس فيه من العقل ذرة، فهذا الرجل الذي أصبح قائد "حماس" لم يشعر يوماً بالرعب الذي يواجهه أهل غزة بمجرد سماعهم صوت انفجار قنبلة تلقيها الطائرات الاسرائيلية، فيما الحية ومن معه يتسلون بالمفاوضات، على قاعدة "الحياة مفاوضات" التي اخترعها صائب عريقات في عام 2008.

بمعنى استغلال عذابات الناس لتحقيق مطالب شخصية، وليست وطنية، وعلى هذا الأساس يمكن قياس المعاناة الفلسطينية الحالية، وكذلك التاريخية، فما سمي "طوفان الأقصى"، جاءت في وقت كانت تتجه الدول العربية، وكذلك العالم، إلى وضع "حل الدولتين" على النار لإنضاج التسوية المنتظرة، بينما أصبح اليوم بعيداً جداً، لأن إسرائيل بدأت بضم الضفة الغربية، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن السعي إلى ضم مناطق من قطاع غزة، وهذا يعني إعدام الدولة الفلسطينية .

هنا ثمة الكثير من الأسئلة عن الهدف من عملية السابع من أكتوبر عام 2023، وهل كانت لنصرة فلسطين، أم هي طوق نجاة لنتنياهو لإخراجه من الدعاوى المرفوعة ضده أمام المحاكم، وكذلك ترسيخ أفكار التيار المتطرف الصهيوني لتحقيق حلمه بإقامة اسرائيل الكبرى؟

لذا، فإن الأسئلة مشروعة ومباحة للجميع، لا سيما من يعيش المعاناة، ومنها أليس ما جرى في أكتوبر عام 2023 محاولة لإطالة العمر السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي، وكذلك تصفية قضية فلسطين عبر تهجير أهل غزة، كمقدمة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم كلها؟

لماذا هذا التحريض اليوم على مصر والدول العربية المحيطة بفلسطين، خصوصاً في هذا الظرف الحساس، ألا يمكن أن يكون فصلاً جديداً مما سمي "الشرق الأوسط الجديد" الذي أُطلقت شرارته عام 2011 (الربيع العربي)، حينها كانت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الأكثر استفادة، لأنهما انغمستا بالفوضى في العالم العربي، آنذاك، وهو ما جعل الاهتمام بالقضية الفلسطينية يتراجع، فيما فشل الفصل الأول من "الربيع العربي"؟

في الحرب الأخيرة تكشفت الكثير من الحقائق، وظهرت على السطح كمية العملاء والجواسيس الذين زرعتهم اسرائيل في كل المنظمات والدول التي تسمى "محور المقاومة"، وفي أعلى المناصب، فما الذي يمنع أن يكون هناك من دفع السنوار وقادة "حماس" إلى ارتكاب هذه الجريمة؟

بات واضحاً أن ما تسعى إليه "حماس" وغيرها من أذرع إيران إشعال الدول المحيطة بإسرائيل من أجل تحقيق مشروع الدولة اليهودية، وطمس القضية الفلسطينية إلى الأبد، وكذلك جعل الدول العربية ضعيفة بمواجهة طهران الساعية إلى إعادة سيطرتها على بعض العواصم.

من هنا، فإن كلام خليل الحية سمٌ زعاف يستهدف منه من وقف إلى جانب فلسطين وغزة تحديداً .

آخر الأخبار