الأحد 03 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نساء الكويت في مواجهة الغزو... 'أخوات رجال' و'أنشودة مقاومة'
play icon
جريمة الغزو... ذكرى باقية رغم مرور 35 عاماً
المحلية

نساء الكويت في مواجهة الغزو... "أخوات رجال" و"أنشودة مقاومة"

Time
الجمعة 01 أغسطس 2025
إيناس عوض
"السياسة" استحضرت أصواتهن ومشاعرهن في الذكرى الـ35 للغزو
  • سارة الدعيج: هرعت إلى سفارتنا في القاهرة فوجدت الكل يصرخ أعطونا سلاحاً وردونا للكويت
  • نجاة الحشاش: تحول الجيران إلى أهل ورأينا كيف تصنع الشدائد الرجال الأقوياء
  • أسرار حيات: فرحتي بالرخصة والسيارة دمرها الغزو وأشعرنا بالخوف

إيناس عوض

في مثل هذه الأيام من كل عام، تعود إلى الأذهان ذكرى أليمة وحافلة بالدروس والعبر، انها ذكرى الغزو العراقي الغاشم على الكويت، ذلك الحدث الذي ترك بصمة لا تُنسى في قلوب وذاكرة كل كويتي وكويتية. وبعد مرور خمسة وثلاثين عاما، لا تزال قصص البطولة والصمود تروى جيلاً بعد جيل، لتجسد قوة الإرادة ووحدة الصف في مواجهة المحنة.

"السياسة" تستحضر في الاسطر التالية أصوات بعض النساء الكويتيات اللواتي عايشن تلك الفترة العصيبة، وتروي على ألسنتهن حكايات واقعية ، وتنقل مشاعرهن والانطباعات التي تركتها تلك الفترة والتي لاتزال محفورة في الوجدان، والتي تؤكد جميعها الدور البارز والمميز للمرأة الكويتية في واحدة من أحلك لحظات الوطن .

يوم لا ينسى

البداية كانت مع المحامية سارة الدعيج، التي قالت: يوم الغزو العراقي الصدامي على الكويت يوم لاينسى، كنت وقتها في مصر فقد خرجت من الكويت يو 30/‏7/‏1990 في مهمة عمل لمدة خمسة أيام باعتبار ان هناك مفاوضات في العمل وستستغرق لربما أسبوع او أكثر وبامكاني الرجوع، ولكن حصل ماحصل في اليوم الأسود، وكان معي وقتها ابني عبدالله اما ابني هشام فتركته مع شقيقتي في الكويت، وسبحان الله لم أعتد مطلقا على فتح الراديو وأنا اتجهز للخروج من الفندق، ولأول مرة فتحت الراديو وإذ بي اسمع راديو الكويت يصيح ويستغيث اين انتم ياعرب نحن في الكويت نتعرض لأبشع غزو، غزو الأخ لأخيه، غزونا ونحن نائمون مطمئنون بعد أن طمأننا بالأمان بعض الرؤساء العرب فلم نحشد على الحدود ولم نستعد لهذا الغزو، ووقتها نزلنا مسرعين الى السفارة الكويتية في القاهرة كان ذلك حوالي الساعة العاشرة صباحاً واذا هي مزدحمة بالكويتيين وجميعهم يصيحون أعطونا سلاحاً وردونا الى الكويت فهزني هذا الصراخ، وتساءلت بيني وبين نفسي هل نصبح مثل فلسطين والفلسطينيين هل كتب علينا ان نقاوم ونحارب، كانت لحظات لم استوعبها ولست مستعدة أن اصدقها.

شريط الذكريات

بدورها، قالت رئيسة ومؤسسة جمعية السعادة والايجابية المستشارة نجاة الحشاش: في مثل هذا اليوم وعلى الرغم من مرور 35 سنة إلا أن شريط الذكريات لا يزال يمر أمام عيني، هذا اليوم يعتبر بصمة مؤلمة وموجعة في تاريخ الكويت، نعم لم يكن يوما عاديا ولا خميسا عاديا إنما كان يوما وخميسا متشحا بالسواد، سواد الغدر والخيانة من حاكم عربي مسلم، خان حق الجوار وحق الدم والعروبة والدين.

لكن على الرغم من قساوة هذه الأشهر على الشعب الكويتي الصامد إلا انهم لم يقفوا مكتفين ولا خاضعين وانما سطروا أروع صورة للمقاومة والبطولة، التي كبدت الجيوش العراقية خسائر في الأرواح والمعدات، لم يحسب حسابها الجانب المعتدي .

أقسى لحظات التاريخ الحديث

من جهتها قالت المحامية آلاء السعيدي، في الثاني من أغسطس عام 1990، عاش الشعب الكويتي واحدة من أشدّ اللحظات قسوة في تاريخه الحديث، حين امتدت يد الغدر لتغزو وطننا الحبيب، واليوم وبعد مرور خمسة وثلاثين عامًا على ذلك الحدث الجلل، نستذكر تلك الأيام بكل ما حملته من تحديات ومشاعر مختلطة بين الخوف والصمود، ونتأمل الدروس التي رسختها في وجداننا إلى الأبد.

وأضافت، لقد عاشت أسرتي، كسائر الأسر الكويتية، تفاصيل تلك المرحلة القاسية بكل ما فيها من قلق وترقّب، فقد كانت لحظات يغيب فيها الأمان وتتجلى فيها قوة الإيمان بالله والتلاحم الوطني، رأينا كيف تحوّل الجيران إلى أهل، وكيف أن المحن تصنع الرجال والنساء الأقوياء. كنا نعيش على الأمل واليقين بأن هذه الأرض ستعود حرّة، وقد تحقق ذلك بفضل الله تعالى، ثم بفضل تضحيات الشهداء والأسرى والمرابطين الذين سطروا أروع صور البطولة.

الخوف صار تحدياً

رائدة الأعمال والكاتبة الكويتية أسرار حيات قالت، في مثل هذا اليوم قبل 35 سنة، استيقظنا على صوت الغدروالغزو العراقي الذي كان صدمة لنا جميعًا، لم نكن نتصور اننا سنعيش مثل هذه اللحظة التي نرى فيها الدبابات في شوارع الكويت، أذكر تماماً كيف تغيرت الدنيا من حولنا في لحظة أول رد فعل عندنا كان الخوف… على أهلنا، على أحبابنا، على وطننا. لكن هذا الخوف، لم يستمر طويلاً اذ سرعان ما تحوّل إلى تحدٍّ ورغبة حقيقية في إننا سنعيد الكويت كما كانت وأفضل، أرض السلام والأمان والمحبة والخير.

وأضافت مرت علينا أيام صعبة، خفف من حدتها التكاتف بين الناس والجيران الذين اصبحوا أهلاً والقلوب التي صارت أقرب، شهدنا بألم وأسى استشهاد العديد من شباب الكويت الابرار الذين ضحوا بحياتهم ووقفوا وقفة رجال للدفاع عن الأرض والعرض، دماؤهم الطاهرة روت تراب الكويت، وسجّلت أسماءهم في ذاكرة الوطن إلى الأبد.

محفورة في قلوبنا

الكاتبة الكويتية بان الرفاعي قالت: تمر اليوم خمسة وثلاثون عامًا على الغزو العراقي الغاشم على وطننا العزيز، ذكرى مؤلمة محفورة في قلوبنا جميعًا. في هذا اليوم، أتذكر تلك اللحظات العصيبة التي عاشها كل كويتي، خاصةً تلك اللحظة التي شعرت فيها بخوف عميق على أسرتي وكل المقربين مني ، مررنا بلحظات من الرعب والقلق، حيث لم نكن نعرف ماذا سيحدث غدًا او بعد لحظات، اختبرنا خلال سبعة أشهر من الاعتداء الغاشم كم هائل من المشاعر السلبية الا أن ايماننا العميق بأن الكويت ستعود لنا كان يقينا ويكفينا.

واضافت: قبل الغزو بأسبوع، كنت أعيش لحظة من الفرح لا توصف، فقد حصلت على رخصة السواقة واشتريت سيارة كنت أتطلع بشغف لتسلمها. كان ذلك الحلم قريبًا من التحقق، لكن الغزو جاء ليقلب كل شيء. دمر تلك الفرحة، وعادت إلي كل النقود التي دفعتها للسيارة بعد انتهاء الغزو، ولكن يبقى شعور الفقد آنذاك لوطننا ولأحلامنا ومستقبلنا قد أشعرنا بالإحباط والخوف من هذا الغزو .

كما أذكر بعض الحوادث الغريبة التي تخللت تلك الفترة، حيث كان هناك مواقف عجيبة يتسبب بها الجنود العراقيون، كنا نشاهدهم يتصرفون بتصرفات غير مبررة، مما كان يجلب لنا لحظات من الدهشة والذهول في وسط الكارثة، وبين الصدمة من اعتداء وغدر الجار والأمل في التحرير والوطن، تجلت مواقف العديد من النساء الكويتيات اللواتي كن أوتار القوة عند المحنة ، في سواد الليالي كان صوت النساء أنشودة مقاومة تسري بين الجدران.

الصدمة و الفزع

مصممة الأزياء الكويتية اعتدال الغيثي قالت في مثل هذا اليوم منذ 35 عاماً عاش وطننا العزيز الكويت لحظات من الصدمة والفزع لا تُنسى. أتذكر جيدًا ذلك اليوم الذي أيقظتني فيه خالتي على خبر دخول القوات العراقية إلى الكويت. كانت لحظة كفيلة بإشعال الخوف في قلوبنا، وخرجت إلى شرفة منزلي لأجد الدبابات تسير في الشارع أمامي، مشهد لن أنساه أبدًا.

آخر الأخبار