الأحد 03 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
شباب لم يعايشوا الغزو... لكنهم ولدوا من رحم ذاكرته
play icon
معدات عسكرية عراقية مدمرة
المحلية

شباب لم يعايشوا الغزو... لكنهم ولدوا من رحم ذاكرته

Time
الجمعة 01 أغسطس 2025
ناجح بلال
بعد 35 عاماً على "جريمة القرن"... كيف يراها جيل ما بعد التحرير؟
شباب لم يعايشوا الغزو... لكنهم ولدوا من رحم ذاكرته
play icon
غانم العنزي
  • العنزي: بطولات الشعب الكويتي خلال الغزو تجعلني أتمنى لو كنت هناك
شباب لم يعايشوا الغزو... لكنهم ولدوا من رحم ذاكرته
play icon
راشد الهاجري
  • الهاجري: تمنيتُ أن أكون في صفوف المقاومة… فالحرية لا تُمنح بل تُحمى
شباب لم يعايشوا الغزو... لكنهم ولدوا من رحم ذاكرته
play icon
خالد المحمد
  • المحمد: لا نحمل الشعب العراقي وزر صدام... والتاريخ أنصف الكويت

 

ناجح بلال

خمسة وثلاثون عاماً مرّت على فجر الثاني من أغسطس 1990، اليوم الذي وُصِف بجريمة القرن، حين اجتاحت جيوش صدام حسين أرض الكويت، فزرعت الموت والدمار والخوف في وطن آمن، لتبقى ذكراه محفورة في الوجدان. لكن، كيف يرى الجيل الذي وُلد بعد التحرير تلك المأساة؟ ما مدى تأثرهم بالروايات التي تناقلها الآباء والأجداد عن أيام الغزو؟ وكيف يتخيّلون موقفهم لو كانوا بين من عايشوا شهور الاحتلال وسنوات ما بعده؟ هذه الأسئلة وغيرها، طرحتها "السياسة "على عدد من الشباب الكويتيين من أبناء جيل ما بعد الغزو، الذين عبّروا عن مشاعر الأسى والرفض لما تعرضت له الكويت، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة الفصل بين نظام صدام حسين والشعب العراقي، مؤكدين أن من ارتكب الجريمة هو النظام، لا الناس.

وقالوا إنهم كلما سمعوا بطولات المقاومة الشعبية وتكاتف الكويتيين في أصعب الظروف، تمنوا لو كانوا هناك… ليكون لهم دورٌ في الدفاع عن تراب الوطن.

وفيما يلي التفاصيل…

بكلمات يغلب عليها الإحساس بالمسؤولية الوطنية، عبّر الشاب غانم عدنان العنزي عن رغبته لو كان قد عايش فترة الغزو العراقي للكويت، ليكون بين صفوف من شاركوا في الدفاع عن الوطن. وقال في إن ما سمعه من روايات عن تلاحم الكويتيين خلال تلك المحنة يجعل تلك المرحلة مصدر فخر واعتزاز، حيث تجسّد الشعب كجسد واحد، لا تفرقة فيه ولا مكان للقبلية أو الفئوية، وكانوا "كأسنان المشط" في وحدة وطنية نادرة. وأضاف أنه تأثر كثيراً بما رواه له والده عن طريقة خروج، سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه، وكيف قاد مرحلة التحرير من الخارج بحكمة وشجاعة، مؤكداً أن تلك التفاصيل تعزز شعوره بالانتماء لهذا البلد المعطاء. وأشار العنزي إلى أن ذكرى الغزو، رغم مرارتها، تظل شاهداً تاريخياً على أن الكويت كانت صاحبة حق، وأن العالم وقف معها، من الخليج إلى المحيط، ومن الدول العربية إلى المجتمع الدولي، لتحريرها من براثن العدوان.

من جانبه أكّد راشد الهاجري أن غزو العراق للكويت في 2 أغسطس 1990 سيبقى جرحا غائرا في ذاكرة الوطن، مشيرا إلى أنه رغم عدم معاصرته لتلك المرحلة، إلا أن تفاصيلها راسخة في وجدانه، من خلال ما سمعه من روايات العائلة عن الخسارة والنزوح والبطولة. وقال الهاجري إن تلك المحنة كانت محاولة لمحو الهوية الكويتية، لكنها كشفت عن معدن الشعب الكويتي الحقيقي، وصموده في وجه آلة الاحتلال عبر لجان المقاومة، التي أصبحت رمزاً للتحدي والشجاعة. وأضاف: "كم تمنيت أن أكون في تلك الفترة لأساهم في الدفاع عن وطني، حتى لو بالحد الأدنى، فذلك واجب وطني يشرف أي شاب كويتي". وأشار إلى أن تلك التجربة، رغم قسوتها، كانت درساً كبيراً في الوحدة والتضحية، وهي من القيم التي يجب أن تظل حية في نفوس الأجيال.

شباب لم يعايشوا الغزو... لكنهم ولدوا من رحم ذاكرته
play icon
الدبابات العراقية في شوارع مدينة الكويت بعد الغزو العراقي 1990

وختاما قال: "إن الحرية لا تُمنح… بل تُحمى"، وعلينا كشباب أن نحمل هذا الإرث بفخر.

من جهتها وصفت الطالبة نجلاء المناعي الغزو العراقي بأنه من أقسى المحن التي مرّت على الكويت، لما خلّفه من صدمة نفسية واجتماعية عميقة داخل كل بيت كويتي، مؤكدة أن تلك الأحداث رغم أنها لم تعايشها، إلا أن روايات الأهل عنها شكّلت جزءاً من وعيها الوطني. وقالت إنها تشعر بالفخر لانتمائها لوطن قاوم الظلم بكرامة، مشيرة إلى أن القصص التي نُقلت إلى جيلها عن تكاتف الشعب ومقاومته للاحتلال، رسخت فيها الإحساس بالمسؤولية، وزادت قناعتها بأن حب الكويت لا يقف عند حدود الخوف وأضافت: "لو كنت هناك، لما ترددت في الوقوف مع بلدي. الدفاع عن الكويت فطرة، والمقاومة شرف لا يُمنح، بل يُختار".

خالد المحمد، المولود بعد التحرير بسبع سنوات، قال إن الحكايات التي سمعها عن الغزو من والده وجده شكّلت وعيه الوطني ورسّخت داخله قيمة الصمود. وأضاف أن روايات تشكيل لجان المقاومة، وتقديم المؤن، واستشهاد الأسرى، أثبتت أن الشعب الكويتي، وقت المحن، جسد معنى التكاتف والوحدة. وأكد أن الغزو مثّل صدمة غير متوقعة من دولة جارة، لكنه في المقابل أنجب منحة تاريخية أظهرت للعالم أن الكويتيين لا يقبلون الذل ولا الاستسلام، بل ينهضون حتى من تحت الركام. وأوضح المحمد أن ما تعلمه عن حرب التحرير أعمق من مشاهد الدمار والنهب وحرق الآبار، فقد رأى كيف وقف العالم مع الكويت، وكيف استعادت سيادتها بفضل وحدة شعبها وشرعية موقفها، مشددا على أن المسؤولية لا تقع على الشعب العراقي، بل على نظام صدام حسين، الذي وصفه بـ"الديكتاتور الدموي" الذي ورّط شعبه في كارثة لا يزال يدفع ثمنها حتى اليوم. وختم كلامه أن ما حدث في الثاني من أغسطس 1990 لم يكن مجرد عدوان… بل "جريمة قرن".

آخر الأخبار