العراق ينفي منع دخول السوريين أراضيه... واعتقال "قناص الأسد"
دمشق، عواصم - وكالات: فيما دخلت ست حافلات إلى محافظة السويداء أمس، لإجلاء الراغبين بالخروج، أظهرت مشاهد جوية دخول قافلة إنسانية جديدة مكوّنة من 10 شاحنات محمّلة بالمواد الغذائية والطحين، وقالت مصادر إن القوافل الإنسانية المحمّلة بالخضار والطعام اتجهت نحو مدينة بصرى الشام، تمهيداً لإدخالها إلى المحافظة، ضمن جهود مستمرة لتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان في المناطق المتضررة، بينما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" وصول أول بعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة إلى محافظة السويداء حيث التقت ممثلي المجتمع المحلي والشركاء، قائلا إن أعضاء البعثة زاروا مواقع النزوح ومراكز الاستقبال ومنطقتي شهبا وصلخد كما أجروا تقييمات في المقاطعات الثلاث في المحافظة السورية، لافتا لوصول خامس قافلة إنسانية إلى السويداء بتنظيم الهلال الأحمر السوري، ضمت مساعدات من الأمم المتحدة حيث قامت بتوصيل إمدادات طبية وغذائية ومواد إيواء للمحتاجين، واصفا القافلة بأنها الأكبر من نوعها التي تصل إلى السويداء، حيث ضمت 40 شاحنة في حين قام الهلال الأحمر السوري أمس بتوصيل أربع خزانات تقل نحو 120 ألف لتر من الوقود إلى المحافظة.
من جانبها، اتهمت وزارة المالية السورية مجموعات خارجة عن القانون بالسطو المسلح على رواتب بعض الموظفين في محافظة السويداء، قائلة إن اعتداءات المجموعات الخارجة عن القانون في المحافظة تعيق جهودها لاستكمال صرف الرواتب للعاملين والمتقاعدين، مضيفة أنها باشرت إجراءات تحويل رواتب العاملين بالقطاع العام في السويداء، إلا أنها تفاجأت بتعرض بعض الأموال للسطو المسلح من قبل مجموعات خارجة عن القانون، منها السطو على فرع المصرف التجاري السوري في مدينة شهبا، مشددة على حرص الدولة السورية على القيام بواجبها تجاه أبنائها جميعاً، وتتطلع إلى توفير الشروط التي تساعد على ذلك، وأهمها سلامة العاملين في المؤسسات العامة التي وجدت لخدمة أبناء المحافظة الكرام.
جاءت هذه التطورات بينما أكد القيادي في حركة رجال الكرامة ليث البلعوس أنّ محافظة السويداء اجتازت المرحلة الأخطر وتسير نحو مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار والأمان والشراكة الكاملة مع مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أنّهم يعملون على اجتثاث مظاهر الفوضى والجريمة بالتنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية الرسمية، معتبرا لقناة الإخبارية السورية الرسمية أن حماية وحدة البلاد تمثل أولوية لا مساومة عليها، وأن أبناء السويداء جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، مشددا على ضرورة إنهاء السلاح العشوائي وتكريس ثقافة الانتماء والحقوق ضمن مشروع وطني جامع، معتبرا الالتزام بخارطة التهدئة يحقق استقرارا كاملا خلال أسابيع، لافتا إلى أن أهالي السويداء يضعون في مقدمة أولوياتهم التعاون الكامل والمباشر مع مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية، بهدف ملاحقة كل المتورطين بالجرائم والانتهاكات.
في غضون ذلك، ومع بدء مراسم زيارة أربعينية الحسين التي تحل السبت 14 أغسطس الجاري، حيث بدأ توافد أعداد كبيرة من الزائرين الشيعة من داخل العراق وخارجه إلى مدينة كربلاء، نفى العراق منع السوريين من دخول أراضيه، حيث نفت وزارة الداخلية العراقية إشاعات متداولة بصدور قرار رسمي عراقي يمنع دخول السوريين، وأكد الناطق باسم اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية مقداد ميري أن جميع الحاصلين على سمات دخول أصولية، سواء كانت لأغراض السياحة أو الزيارة، يُسمح لهم بالدخول إلى الأراضي العراقية بصورة طبيعية، وفق الإجراءات القانونية المعتمدة، كما حضت اللجنة وسائل الإعلام على تحري الدقة وعدم الانجرار وراء الشائعات، وأكدت حرصها على تسهيل دخول الزائرين من مختلف الدول، بما يعكس صورة العراق المضياف ويحفظ أمن وسلامة الجميع.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن السورية في محافظة اللاذقية محمد داود ناصر الملقب بـ "قناص الأسد"، قائلة إنه عمل قناصاً في قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وقتل العشرات من السوريين، وذكرت وزارة الداخلية السورية أن داود عمل في منطقة جبل التركمان ثم انتقل إلى قرية الزويقات في جبل الأكراد المطلة على جبال كبينة وشملت جرائمه التمثيل بالجثث، مضيفة أنه أحد قيادات ومدبري جرائم الساحل السوري، بينما تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً لداود خلال حقبة الأسد ومعه بندقية القنص الخاصة به، وظهر في بعض الصور خلال تمثيله بالجثث التي قتلها، وقالوا إنه أحد أذرع القمع التي ارتكبت جرائم بشعة بحق أبناء الشعب السوري وتلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات خلال فترة عمله كقناص.
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن دورية عسكرية إسرائيلية توغلت نحو طريق طرنجة – حضر شمال محافظة القنيطرة السورية، قائلا إن توغل الدورية الإسرائيلية جاء في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية والنشاط العسكري والأمني الإسرائيلي قرب الشريط الحدودي، وسط ترقب شعبي وحذر من الأهالي في مناطق الجنوب السوري، في ظل غياب أي رد فعل رسمي من قبل الحكومة تجاه التحركات المتكررة، مضيفا أن نشطاءه رصدوا تصعيداً لافتاً في التحركات الجوية الإسرائيلية، تركز في أجواء محافظتي القنيطرة ودرعا، محذرا من التصعيد الإسرائيلي المتكرر في الجنوب السوري والذي يعكس حجم التوتر المتصاعد على الحدود، وسط عجز تام للحكومة السورية عن فرض السيطرة أو منع تحويل هذه المناطق إلى ساحة صراع إقليمي.