الثلاثاء 05 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
انحراف الرؤية العربية تجاه دول الخليج
play icon
كل الآراء

انحراف الرؤية العربية تجاه دول الخليج

Time
السبت 02 أغسطس 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

انحراف النظر مرض شائع في العين يسبب رؤية ضبابية أو مشوشة، هذه المشكلة تعاني منها الكثير من وسائل الاعلام العربية، وكذلك يعاني منها مسؤولون عرب، وشخصيات اكاديمية، حين تعلق الامر بدول الخليج، إذ يذهبون دائما إلى التقليل من الشخصية الخليجية، وما تفعله حكوماتها ينطوي دائما على "ضلوع بالمؤامرة".

على العكس مما يجري في دول عربية أخرى، وحتى في اوروبا، فمثلاً فرض الرسوم الجمركية، كان عندهم نوعاً من المحافظة على المصالح الاميركية في العالم.

أما الاتفاقات الموقعة بين دونالد ترامب ودول الخليج اعتبرت ابتزازاً وضعفاً، وخنوعاً، وفي الحقيقة المبالغ التي وقعت عليها الحكومات الخليجية لم تكن نقداً، انما اتفاقات استثمارية، وهو ما حصلته الولايات المتحدة من الدول الاوروبية، الشريك التجاري الاول معها، بينما مع دول الخليج كانت اتفاقات ومذكرات تفاهم، لا يمكن ألا تتم، كما حصل في زيارة ترامب الاولى إلى الخليج حين وقعت اتفاقات بنحو 1.2 تريليون دولار، بينما لم ينفذ منها سوى 14 مليارا فقط.

الصحف الاوروبية كلها لم تشهد التعليقات التي شهدتها الصحف العربية ضد دول الخليج، علما أن القارة الاوروبية لديها قوة اقتصادية، وعندها بنية صناعية كبيرة، وكذلك مجالات الطرق التجارية، البرية والبحرية، كثيرة، لكنها لم تشهد ما شهدته من هجوم على الدول الخليجية، لان الفارق هو الفكرة الاقتصادية المفيدة للجميع، فيما العرب لديهم ما يمكن اعتباره "حسدا" سياسيا، او اقتصاديا حيال الخليج، لهذا يعتبرون كل خطوة خليجية من الكبائر.

الرسوم التجارية التي فرضتها واشنطن ليست محصورة في عاصمة واحدة، بل على عواصم العالم الذي يحتاج، وشئنا او ابينا إلى التعامل مع الولايات المتحدة، باعتبارها القوة العظمى اقتصاديا، فالصين، الاقتصاد الثاني في العالم، تحاول بكين التعاطي مع الرسوم الجمركية بما يدفع عنها الضرر، رغم الندية التي تتعامل بها من واشنطن.

واذا قارنا الناتج الاجمالي العربي مع مثيله الاوروبي، فالاول بلغ عام 2024 بلغ نحو 3.6 تريليون دولار، بينما الاوروبي نحو 19.99 تريليون دولار، اما الصيني 18.8 تريليون، والاميركي فقد بلغ نحو 29.17 تريليون دولار، وهذا بحد ذاته دليل على مدة تخلف الاقتصاد العربي.

لذا حين تتشارك مجموعة عربية مع اقتصادات ضخمة فهي تعزز قدرتها على التغيير من الداخل، وللاسف إلى اليوم لم يفهم بعض العرب كيف يتعاطون مع دول الخليج العربية، بل دائما هناك انحراف في الرؤية، ما يعني انهم يحتاجون إلى طبيب عيون.

اكتب هذه الاسطر اليوم في ذكرى الغزو العراقي للكويت، الذي ذقنا مرارته، بينما بعض العرب ساومنا على الثمن، فيما القلة وقفت مع الحق، وهذا هو الفرق، إذ حين تسير في طريقك غير عابىء بالترهات، فهذا يعني النجاح.

آخر الأخبار