الأحد 10 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
وضاعت على الفلسطينيين فرصة أخرى
play icon
كل الآراء

وضاعت على الفلسطينيين فرصة أخرى

Time
الاثنين 04 أغسطس 2025
عدنان مكّاوي

يقولون إن قضية فلسطين، قضية الفرص الضائعة، وهذا صحيح؛ فمعظم أهلها من العرب المسلمين المتطرفين المتزمتين، الجهلة بالتاريخ القديم الصحيح لفلسطين وبلاد الشام، وسكانها المدمنين على مقاتلة يهود خيبر، والصليبيين، الكفار في ملّتهم واعتقادهم، يرفضون كعادتهم هذه الفرصة، أو تلك لحل مشكلة فلسطين، من دون أن يقترحوا البديل المعقول أو الممكن.

وبعدما أن تضيع الفرصة؛ يفتقدونها، بل يطالبون بها، لكن من دون جدوى؛ فقد فات الميعاد، وانتهى الأمر، وترسّخ مفهوم جديد على الأرض، ولصالح اسرائيل في كل مرة، للأسف الشديد.

في عام 1936 رفض الفلسطينون والعرب المتزمتون تقسيم فلسطين، وبعد سنوات، وتحديداً بعد نكبة 1948 وتشريدهم إلى دول قريبة وبعيدة عن فلسطين قالوا: "ياليتهم قسّموا"، وفي العام نفسه أيضا رفعوا شعار "إننا لعائدون"، وظلوا هكذا حتى 1967 أقصد حتى سلبت إسرئيل منهم البقية الباقية من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) في ست ساعات، فصاروا يطالبون بدولة لهم على حدود 1967.

طيب؛ ما كانت الضفة الغربية وقطاع غزة لديكم، لماذا لم تقيموا دولتكم عليها؟ وبعد ما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 كتبتُ لقادتهم الانقلابيين، قادة "حماس" والمقالة منشورة في كتابي "عدنانيات فلسطينية" الصادر في الكويت والمنشور في غزة مسقط رأسي، وقلت لهم: أعلنوا دولة غزة بعد تحررها، ورد المزايدون علينا بالوطنية الخالصة، اللي ألسنتهم أطول من سيوفهم، أحفاد عنترة وعبد الناصر: لا... وألف لا... سنحررها شبرا...شبرا.

لذا وكي لا تضيع علينا فرصة سانحة اليوم أو غدا، أسأل كغزاوي قح وبكل براءة: لماذا نرفض اقتراح رئيس أميركا العظمى دونالد ترامب؟

قطاع غزة مدمّر، والمخيمات فيه أزيلت، وكرت المؤن توقّف، وهو محاصر، إسرائيليا وعربيا، براً وجوا وبحرا، فلماذا لا نتباحث نحن أهل غزة مع ترامب سيد العالم، بعقل بكر وقلب صاف لتعديل الاقتراح (الحل) كي تكون الهجرة المقترحة لسكان غزة، لمن تدمّرت بيوتهم وفقدوا أسرهم، الصغيرة والكبيرة، وبخاصة من مهاجري غزة، وحتى مواطنيها، وللراغبين منهم فقط.

على أن تكون وجهتهم أميركا وأوروبا الغربية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وإسرائيل، فهذه الدول غنية، وفيها نظم حكم إنسانية عادلة متزنة، تراعي حقوق الإنسان، يعني ليست دول فقيرة ولا استبدادية.

فيمكن للغزاوي، المثابر بطبعه، أن يعمل وينتج في تلك الدول المتقدمة فيفيد ويستفيد.

لماذا صارت الآن هجرتنا نحن الفلسطينيين بحثا عن حياة أفضل لنا ولأولادنا وأحفادنا خيانة وطنية، هل كل من هاجر منا إلى دول العالم شرقا وغربا.. منذ 77 عاما الماضية خائن؟

بالعكس؛ إن كل من هاجر من بلادنا المنكوبة، بلاد الشام عموما، وفلسطين خصوصا، قد خدم الفقراء التعساء في بلاده أكثر، وحفيدي الصبي يوسف العايش مع أسرته في استراليا يعني انه الاسترالي اليوم لم ينس فلسطين، بلد أجداده، مع أنه لم يولد فيها، ولم يعش فيها يوما واحدا، وعندما طلبتْ منه مدرّسته الاسترالية ومن غيره من أترابه التلاميذ في الفصل في مدرسته الاسترالية المتوسطة أن يرسم شجرة يحبها، رسم شجرة برتقال، وكتب تحتها: هذه من شجر بلادي السليبة فلسطين.

وقُبلت رسمته، وعلقتها إدارة المدرسة الاسترالية في مدخلها مع صورته، ليراها الجميع.

فلسطين في دمنا ووجداننا وعقولنا، نورّث حبها لأولادنا وأحفادنا، لكن الظروف المحيطة بنا صعبة، وحياتنا مرّة، ومن حقي أن أجد المكان البديل لزمن قصير أو طويل، فلماذا أستعذب الألم، بسبب قيادة فلسطينية رافضة دائما، لم أنتخبها أو أريدها؟

علينا نحن الفلسطينيين تغيير خطابنا ومفاهيمنا فمن يعيش في مخيم بائس يائس يأكل من مساعدات الغير شهريا،لا يمكن أن ينتصر، ويهزم ذلك الصهيوني العسكري الذي يعيش في المستوطنات، فاعلا منتجا كل يوم.

وقبل أن أنسى: قطاع غزة قبل عام النكبة عام الهجرة 1948، كان سكانه نحو 300 ألف نسمة، صاروا مع اللاجئين إليه، نحو مليونين لاجئين.

فكفانا هدرا للفرص، خياراتنا معدومة، والوقت ليس في صالحنا، افهموا يا ناس واغتنموا الفرص "خذوا وطالبوا" ولا "ترفضون دائما".

كاتب فلسطيني

آخر الأخبار