لبنان يعيش يوم حداد ويلتزم كشف الحقيقة في جريمة تفجير المرفأ

بيروت، عواصم - وكالات: فيما عاش لبنان يوم حداد وطني نكست فيه الاعلام على الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات، وتم تعديل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الذكرى الأليمة، وتضامنا مع عائلات الشهداء والجرحى وعائلاتهم، توقف العمل في مرفأ بيروت وأطلقت البواخر صافراتها عند الساعة السادسة مساء أمس، إحياء للذكرى الخامسة لانفجار المرفأ الذي دمر نحو نصف العاصمة وأدى إلى سقوط نحو 200 قتيل ونحو 6000 مصاب، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون التزام بلاده بكشف الحقيقة كاملة في جريمة تفجير المرفأ ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته مهما كان موقعه، وقال عون في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ إن الدولة اللبنانية ملتزمة بمواصلة التحقيقات بشفافية ونزاهة لكشف ملابسات الانفجار وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة مهما كانت المعوقات ومهما علت المناصب، واصفا محاسبة المسؤولين عن الجريمة الكبرى التي أودت بحياة نحو 200 شخص وأوقعت آلاف الاصابات ودمرت أجزاء واسعة من العاصمة بأنها "أولوية قصوى"، مشددا على أن العدالة لن تموت والحساب آت لا محالة، معتبرا التضامن الذي أبداه اللبنانيون في أعقاب الانفجار شكل نموذجا للروح الوطنية الجامعة، داعيا إلى استثمار هذه الروح في تحقيق العدالة وإعادة بناء البلاد على أسس الشفافية والمساءلة.

من جانبه، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام التزام الحكومة بدعم التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت وتأمين كل ما يلزم للوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة، مشددا خلال إطلاقه اسم (شارع ضحايا 4 آب) على الطريق الممتدة من تمثال المغترب إلى تقاطع جورج حداد في بيروت، على أنه لا أحد سيقف بعد الآن في وجه العدالة، معربا عن أمله في ألا تتأخر إجراءات كشف ملابسات قضية انفجار المرفأ "لأنها الطريق إلى العدالة".

بدوره، نفى وزير العدل اللبناني عادل نصار وجود جمود قضائي بملف انفجار المرفأ، مؤكدا أن التحقيقات وصلت مراحل متقدمة وأن توقيت صدور القرار يحدده قاضي التحقيق وفقًا لاكتمال الملف، مشددا على أن الدولة اللبنانية لا يمكن أن تقبل بأن تبقى جريمة بهذا الحجم، دون نتيجة ومساءلة ومحاسبة، قائلا إنه منذ أن تسلمت الوزارة الملف انطلقت التحقيقات مجددًا، وجرى استجواب العديد من الشخصيات، كاشفا أن قضاة فرنسيين قدموا من باريس للنظر في الملف بهدف التنسيق مع القضاء اللبناني وتبادل المعلومات، مشيرا إلى أن جميع المستجدات القضائية تتم ملاحقتها ومتابعتها منه شخصيًا، مشيرا إلى أن وزارة العدل تدعم بالكامل المحقق العدلي بالقضية، مشدد على أن قضية مرفأ بيروت أولوية وسيتابعها حتى النهاية، نافياً وجود أي تدخلات سياسية أو ضغوط على المحقق العدلي، مؤكدًا أنه من غير الوارد أن يتوقف التحقيق.

من جهتها، شددت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس - بلاسخارت عقب لقائها بعضا من عائلات ضحايا تفجير مرفأ بيروت، على ضرورة تحقيق العدالة الكاملة دون تأخير، معربة عن تضامنها الكامل مع المتضررين من الانفجار، بينما جدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تضامن بلاده مع الشعب اللبناني، مؤكدا دعم فرنسا حق الضحايا وذويهم في الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة التفجير.

في غضون ذلك، وبتوجيه من رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني، توقف العمل في المرفأ عند الساعة السادسة مساء، وأطلقت البواخر صافراتها ورفعت الرافعات، في تحية وفاء وصمت تجسد عمق الجرح في الذكرى الأليمة.