المتحدث باسم "الشؤون" يؤكد: يد الكويت ممدودة... والدعم واجب لا منّة
سيف: الحملة تعكس الوجه الإنساني للكويت وتحظى بمتابعة يومية دقيقة من الوزيرة
التبرعات مستمرة اليوم عبر روابط معتمدة من قبل الجمعيات الخيرية المرخصة من الوزارة
فارس غالب
تخطت تبرعات حملة "فزعة لغزة" الإغاثية العاجلة المليوني مساء اليوم فيما تجاوز اجمالي المتبرعين 51500 متبرع ومتبرعة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية، يوسف سيف المطيري: إن حملة "فزعة لغزة" الإغاثية العاجلة التي أطلقتها الوزارة بتوجيهات سامية، تعبّر عن التزام دولة الكويت الثابت بدعم القضايا الإنسانية، وتُجسّد عمق التضامن الشعبي والرسمي مع الأشقاء في قطاع غزة في ظل الظروف المأساوية التي يمرّون بها، مشيرًا إلى أن الحملة تحظى بمتابعة يومية دقيقة من وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، الدكتورة أمثال الحويلة.
وأوضح سيف في لقاء مع تلفزيون الكويت أن الحملة انطلقت على مرحلتين، بدأت بالتبرعات العينية من الأسبوع الماضي، من خلال شراكة بين وزارة الشؤون وبيت الزكاة وعدد من الجهات الرسمية، وعلى رأسها شركة المطاحن الكويتية، حيث تم تسليم المساعدات للهلال الأحمر الكويتي، تمهيدًا لنقلها إلى غزة عبر الجسر الجوي وبالتعاون مع سلاح الجو الكويتي.
وأردف أن المرحلة الثانية، وهي الخاصة بالتبرعات المالية، انطلقت بتاريخ 3 أغسطس وتستمر حتى 5 أغسطس، عبر روابط إلكترونية معتمدة من قبل الجمعيات الخيرية المرخصة من الوزارة.
وقال: "هذه الحملة مشرفة وتعكس الوجه الإنساني للكويت، وقد جاءت بتوقيت دقيق بالتزامن مع تصاعد المأساة في غزة. الكويت دائمًا سبّاقة لمثل هذه المبادرات، وواجبنا الإنساني والديني يحتم علينا الوقوف مع الأشقاء في أوقات المحن، وهو ما جسدته هذه الحملة المباركة".
وبيّن سيف أن الحملة لا تستهدف فئة بعينها داخل غزة، بل تسعى للوصول إلى جميع المتضررين دون استثناء، سواء كانوا أطفالًا أو جرحى أو أسرًا محاصرة، مؤكدًا أن التبرعات العينية يتم استخدامها لتوفير المواد الغذائية الأساسية، وهي الأكثر إلحاحًا حاليًا، مع إمكانية التوسع لتشمل مساعدات طبية أو تعليمية حسب الاحتياج وبالتنسيق مع الجهات المعنية.
وأشار إلى أن دولة الكويت لها سجل طويل ومشرف في العمل الخيري والإنساني، قائلاً: "العمل الخيري جزء من تاريخ هذا البلد، وشعب الكويت جُبل على مساعدة المحتاج ونصرة المظلوم. حكّام الكويت عُرفوا تاريخيًا بدعمهم للفقراء، مثل حاكم الكويت الثالث جابر العيش الذي لُقب بهذا الاسم لكرمه، وهذا النهج متأصل فينا كشعب وحكومة".
وأكد سيف أن دولة الكويت، بفضل هذا النهج، نالت تقدير العالم، إذ سُمّيت من قِبل الأمم المتحدة مركزًا للعمل الإنساني، وتم تكريم سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - بلقب "قائد العمل الإنساني"، مشيرًا إلى أن هذا التكريم ليس إلا ترجمة لحقيقة راسخة يشهد بها العالم بأسره، وهي أن الكويت منارة للعمل الخيري.
وشدد المتحدث الرسمي على أن جميع التبرعات، سواء المالية أو العينية، تمر عبر قنوات رسمية وتخضع لرقابة دقيقة من قبل وزارة الشؤون، وقال: "كل دينار يُدفع نعلم إلى أين يذهب، ولا يوجد مجال لأي خلل أو ثغرة في الرقابة. لدينا أنظمة دقيقة، ولا نقبل إلا بأعلى درجات الشفافية. هذه مسؤوليتنا أمام الله وأمام الناس".
وعن آلية توصيل المساعدات، أوضح أن التنسيق يتم مع وزارة الخارجية والهلال الأحمر الكويتي، الذي بدوره يتواصل مع الجهات المعتمدة في الدول المجاورة لفلسطين، لتسهيل إدخال المساعدات إلى داخل غزة عبر المعابر، وذلك باستخدام الجسر الجوي بمساندة القوات الجوية الكويتية.
وأشار سيف إلى أن التبرع مفتوح للجميع دون حد أدنى أو أعلى، مؤكدًا أن التبرع يتم بطريقة آمنة 100% عبر الروابط الإلكترونية الرسمية المعتمدة من الوزارة.
وقال: "نطمئن المتبرعين أن مساهماتهم تصل فعلًا إلى المحتاجين في غزة، ولدينا تقارير تفصيلية توثق مسار كل تبرع".
وفي ختام تصريحه، وجّه سيف رسالة تضامنية مؤثرة، قال فيها: "نقول لإخواننا في غزة: نحن في الكويت معكم، يدنا بيدكم، ولن نتخلى عنكم. هذا واجبنا الإنساني والديني، وسنستمر في دعمكم بكل الوسائل الممكنة، دون منّة، بل وفاءً للثوابت والقيم التي تأسست عليها الكويت".