فجر يوم 2 أغسطس 1990، شهدت الكويت حدثاً تاريخيا مأسويا تمثل بالغزو العراقي.
كانت تلك اللحظة نقطة تحول حاسمة في تاريخ الكويت الحديث، فقد أظهرت مدى قوة الوحدة الوطنية، والتفاف الشعب الكويتي حول قيادته، في مواجهة العدوان.
تاريخ الكويت يمتد لقرون، فهي كانت دولة مستقلة تتمتع بموارد غنية، وبخاصة النفط، مما جعلها هدفاً للعديد من الأطماع الإقليمية.
بعد الحرب الإيرانية- العراقية، انطلقت بغداد نحو الكويت، مدعيةً أن الكويت تسرق النفط من حقولها عبر حقل الرميلة، لكن ما حدث كان أكثر من مجرد نزاع على الحدود، أو موارد طبيعية، كان الغزو تعبيراً عن طموحات صدام حسين التوسعية، ورغبته في فرض الهيمنة على المنطقة.
في ساعات الفجر، اقتحمت القوات العراقية الأراضي الكويتية بسرعة كبيرة، كانت المفاجأة كبيرة، حيث كان الشعب الكويتي غير مستعد لهذه الكارثة، ومع ذلك، سرعان ما بدأ الناس في إظهار شجاعة لا مثيل لها، وتوافد الكويتيون على مراكز القيادة، وبدأوا في تنظيم جهود المقاومة، رغم قلة الإمكانيات.
رغم التحديات الكبيرة، أظهر الشعب الكويتي وحدة غير مسبوقة، تجاوزت الخلافات الشخصية والسياسية، وتجمع الجميع حول هدف واحد: حماية الوطن، كانت هذه الوحدة مرآة لتعزيز الهوية الوطنية، حيث وقف كل كويتي مع أخيه في مواجهة العدو.
في تلك الأيام العصيبة، كانت القيادة الكويتية تتسم بالحكمة والشجاعة، الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي كان في تلك الأوقات يقود البلاد بحنكة، أظهر قدرة كبيرة على توحيد الصفوف وتحفيز الشعب على المقاومة، كانت خطبه تعكس الأمل والثقة في النصر، مما ساهم في تعزيز الروح الوطنية.
لم يقتصر الدور على القيادة فقط، بل ادى المجتمع المدني والجهات المختلفة دوراً حاسماً في دعم المقاومة. انطلقت حملات من الشباب والنساء، ونظموا انفسهم للعمل في العمل في المخابز والجمعيات التعاونية، وتنظيف الشوارع، كما تم تأسيس لجان لمتابعة الأوضاع الإنسانية وتقديم الدعم اللازم.
مع تقدم الأيام، بدأ المجتمع الدولي يدرك خطورة الموقف. أدان العالم الغزو العراقي، وتوالت الدعوات من الدول الكبرى لعقد مؤتمرات طارئة، وبدأت التحالفات تتشكل، مما ساعد في وضع الكويت على خارطة العالم كدولة تعاني من العدوان.
استمر الاحتلال العراقي سبعة أشهر، شهدت خلالها الكويت العديد من المآسي، لكن، بمساعدة التحالف الدولي، استطاعت الكويت استعادة سيادتها في فبراير 1991، كانت لحظة التحرير نقطة انطلاق جديدة للشعب الكويتي، حيث تجلت وحدة الصف والالتفاف حول القيادة بشكل أكبر.
الغزو العراقي للكويت كان لحظة فارقة في التاريخ الكويتي، حيث أظهر الشعب الكويتي قوة إرادته ووحدته في مواجهة الأزمات.
إن الالتفاف حول القيادة كان عاملاً حاسماً في تعزيز الروح الوطنية، مما ساعد على تجاوز المحن.
اليوم، تظل تلك الذكرى حية في قلوب الكويتيين، لتكون درسًا في الشجاعة والتضحية والوحدة، إن وحدة الصف الكويتي هي رمز للصمود، ودرس للأجيال القادمة حول أهمية التعاون والتضامن في مواجهة التحديات.