الأربعاء 13 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نوال الكويتية لا تزال كويتية   فلماذا غيابها؟
play icon
كل الآراء

نوال الكويتية لا تزال كويتية فلماذا غيابها؟

Time
الثلاثاء 05 أغسطس 2025
حسن علي كرم

نوال الكويتية، لا تزال كويتية، فالاسماء والمسميات والالقاب لا تتغير بتغير المكان والزمان.

فالكويتي يبقى كويتياً ابناء "عزرا" صالح وداود الكويتي غادرا الكويت في اوائل الثلاثينات الى البصرة ثم إلى بغداد، وهناك شاع صيتهما وتوسع عملهما الفني، لكن بقي الاسم لم يتغير، ثم غادرا في الخمسينات من القرن الماضي الى إسرائيل ايضاً، لم يتغير الاسم او الكنية الكويتي، بل سمي شارع باسمهما.

كنت استمع اليهما في التسعينات من القرن الماضي حين كانا يقدمان حفلاتهما الغنائية عبر "راديو إسرائيل"، ولا يزال احفادهما يحملون اللقب الكويتي، ويفخرون به. هناك مواطنون عاشوا في الكويت في تلك الاحقاب البعيدة، ولا يزالون، رجالها وابناءها واحفادهم كويتيين، الالقاب ليست بالجنسية.

ستبقى نوال كويتية إن حضرت او غابت، ثم لا ننسى أن زوجها كويتي، اي ان النصف يكمل الاخر، ويبقى الكل واحداً.

غياب نوال عن الساحة الفنية الكويتية لا مبرر له، فيما زميلاتها في المهنة لا يزال عطاؤهن قوياً، واصواتهن تلعلع على خشبات المسارح، وفي حفلات المناسبات الموسمية او خاصة.

سحب الجنسية لا يعني سحب العقول او القلوب، فسوف تبقى نوال ابنة الكويت، وهي لحظة مفارقة لا بد للمرء أن يذوق مرارة البعد وقسوة العبور، فكم من اناس ضاقت بهم الدنيا الى درجة اليأس، ثم افُرجت من رب لا تضيق الدنيا الا وفرجها.

امر جميل من "اذاعة الكويت"، ومن اصوات ابناء وطنها، ومن الحان وكلمات ابناء الكويت، من زملائها الفنانين في مجالات التأليف والتلحين لم ينسوها، ولا يزالون يمدونها باعمالهم، والامر الاكثر سروراً أن اذعة الكويت لا تزال وفية مع نوال، فالفن ليس تذكرة مرور، انما هو احساس ينبع من القلب، ولا هناك قوة قاهرة تفرض أمراً يخالف ذوق ورأي الفنان، او اي انسان، فلكل امرئ ما يشتهي.

نوال مهما ابتعدت، او اُبعدت عن وطنها، تبقى ابنة الكويت، وسوف تحمل نوال الكويتية عمراً وتاريخاً وذكريات، لِنٌعد نوال وكل فناني الكويت في كل الميادين الفنية والابداعية والثقافية الذين تركوا وطنهم إلى ديار الغربة مكرهين.

ان الفن في الكويت مظلوم، وظلمة الفن كون بعض القيمين بادارة شؤون الثقافة والابداع دخلاء على الثقافة والابداع.

ان الفنانين يتحدثون بلغة بعيدة عن اسماع، واذواق السادة المسؤولين، والكويت كانت وستبقى دولة مبدعة وبيئة فنية ملهمة، و لو كره الرافضون، ولهذا لا ينبغي ان يكون للمعارضين نفوذ يحطم ما يبدعه الفنان والمثقف والاديب، من ذلك مثلاً لا يجوز منع الكتب، سواء كتب محلية او كتب واردة من الخارج، فالفكر لا يتجزأ.

ما يحدث في مجتمع ما قد يحدث بيننا، الغزو العراقي للكويت لم ينعكس على الكويت فقط، بل تداعياته شملت دياراً بعيدة لم نسمع بها، او اهلا لم يسمعوا بنا، فالعالم يكاد ان يكون واحداً، انت تفتح جهاز تلفونك، وترى العالم كله بقبضة يدك، بشخوصه وابداعاته وفنونه واقتصاده، وحروبه.

انه عالم يختزل بجهاز بحجم كف يدك، فهل هناك بعد ذلك خصوصية، فالعالم كله على بعضه مكشوف على بعض، وغياب نوال عن المسرح ترك فراغاً.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار