تسهيلات "فيزا كويت"... كسر الركود

خبراء أشادوا بإيجابيات ما أعلنه اليوسف لـ"السياسة": تحريك للاقتصاد وتعزيز للاستقرار

حمد السريع: تأشيرات الزيارة "أونلاين" تقضي على التلاعب... وتعامل الضباط راقٍ جداً

بدر الحمادي: تسهيلات الزيارات تدفع الكويت إلى خارطة السياحة الخليجية

أحمد حامد: إلغاء شرط الناقل الوطني خطوة موفقة ستنشط السياحة وحركة الطيران

د.صلاح بورسلي: الكويت بحاجة لقرى ترفيهية وفتح فيزا العمل لتجاوز شح العمالة

قيس الغانم: الإصلاحات التي أجرتها الحكومة بدأت تعطي مردودات إيجابية على مختلف الأصعدة

ناجح بلال

حظيت التصريحات التي أدلى بها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف لـ "السياسة"، بشأن التوسع في منح تأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها، بترحيب لافت في الأوساط الاقتصادية والأمنية والتجارية والعقارية، التي رأت فيها بارقة أمل لتحريك الأسواق وكسر حالة الركود.

واعتبرت فعاليات اقتصادية أن هذه التسهيلات تمثل تحولاً نوعياً في سياسة الانفتاح، وتعزز فرص الكويت في استعادة مكانتها ضمن خارطة الجذب الخليجي، لا سيما في ظل المنافسة الإقليمية المتسارعة على السياحة والاستثمار. وفي السياق ذاته، أشار مراقبون إلى أن الأثر لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد إلى الشقين الاجتماعي والإنساني، عبر تخفيف الضغط النفسي عن المقيمين وتمكينهم من لمّ شمل أسرهم، وهو ما ينعكس – بطبيعة الحال – على الاستقرار الأمني وانخفاض معدلات الجريمة.

تعزيز السياحة

بداية، أكد الخبير الأمني اللواء م.حمد السريع أن تمديد فترة الزيارة إلى ثلاثة أشهر، إلى جانب التسهيلات الجديدة وفي مقدمتها إتاحة استخراج التأشيرات إلكترونيا عبر منصة "فيزا كويت "، من شأنه أن يعزز السياحة ويمنح الكويت موقعا أكثر تنافسية في المنطقة. وأوضح أن إتاحة التأشيرات أونلاين تقضي على فرص التلاعب، إذ تُقبل فقط المعاملات المستوفية للشروط، ما يعزز من دقة الإجراءات وسرعتها. وأشار السريع إلى أن تعامل رجال الأمن في المطارات يتميّز بالرقي والمهنية، مشيرا إلى أن الشكاوى محدودة جداً، مؤكدا أن رجال الداخلية يؤدون مهامهم بكفاءة وحرص على سمعة البلاد.

من جهته، قال مدير الإدارة العامة للهجرة بالوكالة سابقا بدر الحمادي إن التسهيلات التي أعلن عنها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، والمتعلقة بتأشيرات الزيارة، تمثل نقلة نوعية على طريق الانفتاح السياحي.

موقع تنافسي

وأشار إلى أن إلغاء شرط الناقل الوطني والمؤهل الدراسي، إضافة إلى إتاحة استخراج التأشيرة أكثر من مرة سنويا، مع إمكانية تجديدها حتى ستة أشهر أو أكثر، سيضع الكويت في موقع تنافسي ضمن الخارطة السياحية الخليجية، لا سيما في ظل ما تتمتع به البلاد من طقس مميز خلال فصول الربيع والخريف والشتاء الدافئ.

واعتبر الحمادي أن السماح للعمالة الوافدة باستقدام عائلاتها عبر الزيارة العائلية يسهم في تعزيز الاستقرار النفسي وتقليل السلوكيات السلبية مثل التحرش أو التسكع، مؤكدا أن التوسع في هذه التسهيلات سينعكس بشكل مباشر على أسواق الملابس والهداي ا والعقارات والمواد الغذائية، ما سيحرك عجلة الاقتصاد المحلي. وشدد على أهمية تعزيز ثقافة حسن الاستقبال في المنافذ الحدودية، موضحا أن تعامل ضباط المطار يتسم بالرقي والاحترام، إلا أن أي تصرف فردي، وإن كان نادرا، قد يترك انطباعا سلبيا لدى الزائر، مؤكدا أن الابتسامة هي جزء من صورة الكويت أمام القادمين.

في السياق ذاته، يرى الخبير العقاري قيس الغانم أن الحكومة تمر حاليا بمرحلة من التغييرات والإصلاحات التي بدأت تعطي مردودات إيجابية على مختلف الأصعدة، مشيرا إلى أن هذه الأجواء تشجّع المستثمر والزائر على التوجه إلى الكويت.ولفت إلى أن توسيع دائرة التسهيلات الخاصة بالزيارات العائلية والتجارية والسياحية سيسهم في تنشيط جميع القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها قطاع العقار، إلى جانب تحريك أنشطة التجزئة والخدمات. كما اعتبر أن هذه الخطوة تفيد بشكل رئيسي العمالة الوافدة، وتمنحهم شعورا بالاستقرار الأسري والنفسي.

وأشار الغانم إلى أن التخوّف من تأثير الزيارات على الوضع الأمني لم يعد مبررا، خصوصا في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية، والتي انعكست على انخفاض معدلات الجرائم والمخالفات المرورية بشكل ملحوظ.

ارتفاع الإنفاق

من جانبه، توقّع أحمد حامد، مدير شركة الأهرام الثلاثة للسياحة والطيران، صدور قرار رسمي خلال أيام بإلغاء شرط السفر على "الناقل الوطني" للقادمين بتأشيرات الزيارة، معتبرا أن هذه الخطوة، إلى جانب تمديد الزيارة العائلية إلى ثلاثة أشهر، تمثل تحولا مهما في تسهيل دخول الزائرين وتنشيط حركة المطار.

وأشار إلى أن القرار سيُسهم في تحريك القطاعات الاقتصادية، خاصة العقار والإيجارات، مع زيادة الطلب على الشقق وارتفاع الإنفاق من الزوار، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.

وأضاف حامد أن منح الزائرين حرية اختيار شركة الطيران يعزز من مرونة السفر ويواكب التوجهات العالمية، مؤكدا أن تسهيلات "فيزا الزيارة" تُعد من أنجح القرارات في تحفيز السوق السياحي والعقاري، وأن الكويت تملك مقومات حقيقية لتكون وجهة إقليمية بارزة في ظل مناخها المعتدل واستقرارها الأمني وخدماتها المتكاملة.

وعلى صعيد متصل، أكد الخبير الاقتصادي رئيس اتحاد شركات المقاولات الكويتية السابق د. صلاح بورسلي، أن تصريحات وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف لرئيس تحرير جريدة السياسة، تناقلتها كافة وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن التسهيلات التي واكبت الزيارات التجارية والعائلية والسياحية تتطلب في نفس الوقت إجراءات هامة لتنشيط السياحة في الكويت من خلال تشييد الكثير من القرى الترفيهية والمنتزهات والحدائق لتواكب الكويت نشاط السياحة في المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، لاسيما وأن الكويت كان يطلق عليها في السابق درة الخليج، مشدداً على أهمية فتح المجال أيضا لفيز العمل الدائمة من أجل تحريك سوق العمل في شركات المقاولات لاسيما وأن شح العمالة ساهم في رفع رواتب عمالة البناء.

مع "فيزا كويت"... لا بيروقراطية لا واسطة لا ازدحامات

قال د. صلاح بورسلي: إن تنبيه من عليهم أي قيود أمنية من خلال تحديد نوع القيد عن طريق منصة "فيزا كويت" يختصر الكثير من الاجراءات على طالبي استخراج تأشيرات الزيارة بشكل عام ليستطيع الوافد حل القيد الامني ومن ثم إعادة تقديم طلب الحصول على الفيزا "اونلاين"، مؤكدا أن الاجراء يخفف الازدحام في إدارات الهجرة رحمة بالمراجعين لاسيما

وأوضح أن المنصة تقضي على البيروقراطية والروتين ولاتعطي فرصة للواسطة؛ اذ تجرى المعاملات بصورة قانونية تمنع اي تلاعب.