قصص إسلامية
يُحكى أن أحد الملوك زوج ولده ثلاث مرات، وفي كل مرة كان الولد يطلق زوجته دون أن يعرف أبوه الاسباب، فطرده أبوه من القصر لكثرة هذا الفعل.
خرج الشاب من المدينة للبحث عن عمل، فوجد راعي أغنام عند احد الموالين، اُعجب صاحب الغنم بالشاب كثيراً، وكان للراعي بنت وحيدة، قال سأطلب منها أن تتزوج به لكي يبقى معنا.
عرض الزواج على ابنته، فقالت: "لن أتزوج به حتى تسافر معه لتعرف حقيقته".
قال الرجل للشاب: غداً لا تخرج بالغنم، سنسافر بضعة أيام لقضاء حاجة، فسافرا معاً، وفي الطريق مرا على غنم فقال الشاب "ما أكثرها وما اقلها"، فتعجب الرجل، ولم يرد عليه.
وبعدها مرا على أخرى، فقال الشاب "ما أقلها وما أكثرها"! فقال الرجل في نفسه انه غبي، لذلك طلبت مني ابنتي السفر معه.
ومرا على مقبرة فقال: "فيكِ الأحياء وفيكِ الأموات"!
ومرا أيضا على بستان جميل، فقال الشاب: "لا ادري إن كان هذا البستان أخضر ام يابس"!
تعجب الرجل كثيراً ولم يتكلم.
دخلا على قرية، وطلبا الماء للشرب، فأعطوهما الحليب "شرب هو وأعطى للرجل بعده"، ثم دخلوا قرية أخرى فطلبا الماء، أعطوهما الماء، فأعطى للرجل أولاً ثم شرب هو.
قال الرجل في نفسه لم يحترمني في الحليب، والماء أعطاني اولاً.
قال الرجل في خلده: "لن اُزوجه ابنتي، فالسفر يكشف الناس على حقيقتها"، وعادا من السفر، وقص الرجل كل شيء على ابنته، فقالت البنت لأبيها أنه "نعم الرجل"
فقال الأب كيف ذلك؟
قالت: الغنم الأولى فيها الكبائش أكثر من النعاج، والغنم الثانية فيها النعاج أكثر من الكبائش، والمقبرة فيها من ترك ذرية فهو حي، ومن لم يترك فهو ميت، والبستان إن كان صاحبه عمله بماله فهو أخضر، وإن كان بالدَين فهو يابس.
أما الحليب عند وضعه في الإناء ينزل الحليب، ويصعد الماء هو شرب الماء، واعطاك الحليب، واما البئر الماء الصافي يصعد للأعلى اعطاك انت اولا.
فزوجها له وعند دخوله عليها، وضع يده على رأسها
وقال: من هذا الرأس؟
قالت: كان رأسي، وأصبح رأسك.
فقال لها: تهيئي للسفر، أنا لست راعي غنم، أنا ملك ابن ملك خرجت للبحث عنك.
العبرة من القصة: لا تستعجل في الحكم على الآخرين، ودائماً أحسن الظن، وإياكم وظن السوء، فالشخص السيئ دائماً يظن بالناس السوء، ويخرج الكلام عن السياق، ويبحث عن عيوبهم، ويتخذ مواقف وفق هذه النظرة، أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة، ونفس طيبة للناس ويعذرهم، ويبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير.
حسن الظن هو الميل إلى ترجيح الخير، والاعتقاد الحسن في الآخرين والأمور، بينما سوء الظن هو الميل إلى ترجيح الشر والاعتقاد السيئ.
حسن الظن من الأخلاق الحميدة التي يدعو إليها الإسلام، بينما سوء الظن من الأخلاق المذمومة التي نهى عنها.
وحسن الظن يساعد على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، ويقلل من التوتر والقلق في العلاقات، ويعزز الثقة بالنفس والآخرين، ويساعد على تجنب الوقوع في المشكلات، ويجلب الراحة النفسية لك ولمن حولك.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إياكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث".
إمام وخطيب
[email protected]