الأحد 10 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدَّهاء فضيلة
play icon
كل الآراء

الدَّهاء فضيلة

Time
الأربعاء 06 أغسطس 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

الفضيلة سمة أخلاقية، وهي خلاف للنقيصة، ووفقاً لما أعتقد، سمة الدَّهاء سجيّة شخصية فاضلة، ونعمة عظيمة في عالم اليوم المضطرب.

ويتوجّب على المرء العاقل امتلاكها بأسرع وقت ممكن، بسبب كونها خصلة سلوكيّة وفكريّة فعّالة، ومفيدة للغاية، ومن بعض مبادئ وسلوكيّات الدّهاء الفاضل، نذكر ما يلي:

-الدّهاء فطنة: يفطن الانسان عندما ينتبه إلى الأمر ويفهمه، ويستوعبه بشكل كامل، ولا يوجد شخص جيّد الرأي وحكيم لا يتمتّع بقدر مناسب من الدّهاء، لا سيما للتعامل مع ما يتعرّض له في العالم الخارجي، ويصبح الدّهاء فضيلة عندما يمكّن المرء من حسن التصرّف في بيئة ينتشر فيها الحمق.

-النضج النفسي والدّهاء: ينضج الانسان نفسياً عندما يتمكّن من اتخاذ قرارات شخصية فعّالة تنفعه في حاضره ومستقبله، وعندما يمتلك القدرة على التعامل الفعّال مع الضغوط النفسية التي يتعرّض لها.

ومن ينضج نفسياً من المفترض أن يكون أيضاً ناضجاً فكرياً، ويتمتّع بقدر مناسب من النّباهة لتحديد أولوياته وأهدافه الحياتية الأساسية، ويمتلك قدراً مناسباً من العزيمة للاستمرار في تنفيذها.

-الدّهاء وسوء النيّة والأنانية: لا توجد علاقة تبعيّة بين صفة الدّهاء وبين سوء النيّة أو الأنانيّة، فالدّاهية ليس حاقداً، لكنه بصير بأمور الحياة، ويتّبع أكثر السلوكيّات فعاليّة، ولا شأن للناس بما يدفعه إليه دهاؤه، وما يعمله للاهتمام بنفسه، وبمن يهمّه أمرهم، وبخاصّة ما لم يضرّهم، ولا يمكن وصفه بالأنانيّة ما لم يتعدِّ عليهم، أو يأخذ حقوقهم، وما دام يسعى فقط إلى تحقيق آماله وتطلّعاته الخاصّة به.

-الدّاهية يغلب الدّهر: يسعى الدّاهية إلى العثور على أفضل الطرق للتعامل مع الدّهر المتقلّب، والذي يعصف بحياة الانسان ساذج التفكير، ومهارة الدّهاء تساعد الفرد على النجاة من عواصف الدّهر المفاجئة، بينما يتمّ جرف واكتساح المفرط في تفاؤله وطيبة قلبه، ومن تغرّه السلامة المنطوية على الهلكة.

- الدَّهاء والتفكير خارج الصندوق: لا تأثّر التحيّزات النفسية الضيّقة على عقل الانسان الذي يمتلك سمة الدّهاء، بل ربما يكون الأسرع في العثور على حلول لمشكلات تستعصي على كثير من الناس، فأحد تجليّات الدّهاء هي المرونة الفكريّة.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار