البرهان: الحرب مستمرة حتى تحرير كامل السودان ودحر "الدعم"

الجيش يؤمّن الأبيض... وطرد النازحين من مخيم زمزم... والأمم المتحدة: أطفال الخرطوم "جلد على عظم"

الخرطوم، عواصم - وكالات: جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أمس، تأكيده على استمرار المعركة ضد قوات الدعم السريع المتمردة، حتى القضاء عليها أو تخليها عن سلاحها، قائلا خلال زيارة لوزارة الداخلية بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة الخرطوم، إن القوات المسلحة والقوات المساندة ستقاتل المتمردين أينما وجدو، في الفاشر والجنينية وحتى يتم تنظيف كل أرض الوطن من دنس الميليشيا، موضحا أن تحرير الخرطوم لم يكن بالأمر السهل، حيث قدمت القوات المسلحة والقوات المساندة آلاف الشهداء، معتبرا الدمار الذي لحق بالعاصمة يكشف حجم وشراسة المعارك التي دارت فيها، مشددا على مضي الدولة في حفظ الأمن وتقديم الخدمات للمواطنين لتسهيل عودتهم إلى منازلهم، مشيرا إلى عزم الحكومة إخلاء الخرطوم من المظاهر المسلحة وضبط حمل السلاح َومنع تحرك السيارات بدون لوحات، مؤكدا عدم تدخل مجلس السيادة فيما يتعلق بالجهاز التنفيذي للدولة.

وخلال زيارته قرية ود النورة التي شهدت مجزرة على يد "قوات الدعم السريع" في يونيو 2024 بولاية الجزيرة وسط السودان، جدد البرهان تعهده بدحر قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، قائلا "زيارتي للقرية تأتي وفاء بوعد سابق قطعته لجرحى المنطقة، وواجبا مستحقا لعزاء ومواساة أسر الشهداء"، مضيفا "نجدد العهد مع الشهداء بالمضي قدما في دحر المليشيا المتمردة والمرتزقة حتى تطهير آخر شبر بدارفور"، متابعا "لن نضع السلاح إلا باستئصال التمرد والعدوان الغاشم".

في غضون ذلك، شهدت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان فجر أمس، قصفاً مدفعياً وصف بالعشوائي نفذته قوات الدعم السريع قادماً من الاتجاه الشمالي للمدينة على عدد من الأحياء السكنية، بينما أفاد مصدر عسكري بأن الجيش السوداني يعمل على تعزيز موقفه وتوسيع دائرة تأمين مدينة الأبيض بالتزامن مع استمرار عمليات التمشيط الميداني باتجاه منطقة أب قعود غرب المدينة بنحو 40 كيلومتراً، مشيرا إلى أن الجيش يواصل تنفيذ طلعات جوية لرصد وتحييد تحركات قوات الدعم السريع التي تواصل بدورها حشد عناصرها في محاور القتال بكردفان.

أما في ولاية غرب كردفان، فأفادت غرفة طوارئ دار حمر، وهي مرصد حقوقي محلي، بأن قوات الدعم السريع أقدمت على تصفية جميع المعتقلين المحتجزين في حدائق أبو خريتيش ومصنع الثلج بمدينة النهود البالغ عددهم 27 شخصاً، وذلك بعد فشل ذويهم في دفع الفدية المطلوبة، بينما يستمر تدهور الوضع الإنساني في غرب كردفان، مع تفشي وباء الكوليرا ونقص حاد في المعينات الطبية وسط صعوبات بالغة في الوصول للمناطق المتضررة، كما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور، حيث تشتد وطأة الجوع على نحو نصف مليون مدني محاصرين منذ مايو 2024.

من جانبها، جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من الأوضاع المتردية في السودان، قائلة في بيان إن أطفال الخرطوم الذين يتضوّرون جوعا باتوا جلدا على عظم، وإن آلاف العائلات العالقة في براثن الحرب قد تموت من الجوع في مدينة الفاشر، بينما أعلنت لجنة تنسيقية مقاومة الفاشر إخلاء قوات الدعم السريع لمخيم زمزم للنازحين بشكل كامل من سكانه النازحين، قائلة إن قوات الدعم السريع أجبرت آلاف المدنيين على مغادرة المخيم تحت التهديد والسلاح وحولته لقاعدة عسكرية متقدمة لشن هجمات على الفاشر، معتبرة تحويل مخيمات النزوح إلى ثكنات عسكرية يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.tt