السبت 09 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
رئيس السلفادور ... رجل صارم أنقذ بلده
play icon
كل الآراء

رئيس السلفادور ... رجل صارم أنقذ بلده

Time
الخميس 07 أغسطس 2025
أحمد الدواس
مختصر مفيد

كانت السلفادور أخطر بلد على وجه الأرض، فقد عاشت حربا أهلية استمرت من عام 1979 إلى عام 1992، تلتها حرب عصابات داخلية أودت بحياة عشرات الآلاف، ودفعت الكثيرين إلى الفرار من البلاد.

وصل نجيب أبوكيله (أو بقيله) إلى السلطة متعهداً إنهاء حالة الفوضى، ويلفظ اسمه الأول نييب، لأنه في اللغة الاسبانية تستبدل الجيم بالياء، مثلما يلغي الكويتيون حرف الجيم.

ولد أبوكيلة، من أصل فلسطيني، في السلفادور عام 1981، وكانت عائلته قد هاجرت من فلسطين قبل مئة عام، وفي عمر 18 سنة أدار شركة، ثم تم انتخابه رئيسا لبلدية محلية بجنوب السلفادور، ثم أصبح رئيسا لبلدية منطقة، وفاز بانتخابات رئاسة البلاد، فوعد بمحاربة الفساد، وإنهاء البؤس وعنف العصابات.

أعلنت حكومته حالة الطوارئ إثر ارتفاع حاد في جرائم القتل، مما سمح لها بتعليق الحريات المدنية الأساسية وتعبئة القوات المسلحة لتنفيذ اعتقالات جماعية، ومارس قبضة حديدية جعلته يتمتع بشعبية كبيرة، فأعيد انتخابه بشكل ساحق في فبراير 2024، فانخفضت معدلات الجريمة بشكل حاد، وكانت حالة الطوارئ في السلفادور قد مُددت نحو 24 مرة، مما منح أبوكيله ما يقرب من عامين من حرية التصرف.

مع تعليقه الحريات المدنية، شـن حملة على العصابات، وحتى يقضي على الفساد الذي يسود العملية القضائية، وليقطع الروابط بين زعماء العصابات المسجونين وأتباعهم خارج السجن، وقد تحسّنت السلامة العامة بشكل ملحوظ نتيجةً لذلك، وشعر الناس بالاستمتاع في الأماكن العامة.

أردت فقط ان أشرح ان فكرة الحكم الصارم ينفع البلد، ولا أظن ان الجرائم وحرب العصابات ستختفي من اميركا الوسطى والجنوبية.

هذا يذكرنا بأمثلة أخرى من الحكم الصارم الذي ينقذ البلد، فقد كانت مدينة نيويورك الأميركية تعج بالجريمة والفساد والبطالة قبل 80 عاما، ثم تولى لاغوارديا منصب العمدة فيها، وكان رجلاً نزيها، فاستطاع بإجراءاته الإصلاحية وبمساعدة الرئيس فرانكلين روزفلت هزيمة الفساد، فقد أصلح أحوال المزارعين الفقراء والعمال العاطلين، وأمر ببناء المساكن بتكلفة مخفضة، وأقام ملاعب عامة وحدائق، ومطارات، وطور المدينة، فشُيدت الطرق السريعة والجسور والأنفاق، ومارس عمله بشكل صارم، كعمدة محنك صعب المراس، وبفضله ساد الهدوء شوارع نيويورك بعد ان كانت تعج بالجريمة، فاستطاع الناس المشي في الطرقات آمنين.

ومن الرؤساء المخلصين لوطنهم رئيس تنزانيا جون ماغوفولي، ففي إبريل 2019 أقال مسؤولين بارزين من بينهم رئيس هيئة مكافحة الفساد، وقلص عدد الوزراء من 30 في الحكومة الى 19 وزيرا، وفرض على جميع الوزراء الكشف عن أرصدتهم وممتلكاتهم، كما هدد بإقالة أي واحد لايكشف عن حسابه.

وفي زيارة مفاجئة لأحد المستشفيات، وجد المرضى يفترشون الأرض، والأجهزة الطبية معطلة، فعزل جميع المسؤولين في المستشفى، وأعطى مهلة أسبوعين للإدارة الجديدة، فأصلحت كل شيء خلال ثلاثة أيام فقط، وباع جميع السيارات الحكومية الفارهة في مزاد علني، وعوض المسؤولين بسيارات "تويوتا" متواضعة الحجم.

[email protected]

آخر الأخبار