المشتل الجيد قلب المزرعة... للإنتاج كمّاً وكيفاً
- اكتفاء ذاتي من الخيار والعين على الطماطم والبطاطا
- الدعم الحكومي يُصرف متأخراً... والسوق أهم من الدعم
- الاحتراف يتزايد بين الكويتيين وفي جميع القطاعات
عدنان مكّاوي جرادة
أكّد المزارع المحترف محمد علي المطيري أهمية "المشتل الزراعي النظيف في إنتاج ثمريات زراعية جيدة كماً ونوعاً".
وقال في حديثه إلى "السياسة الزراعية": "المشتل روح المزرعة وقلبها؛ لذا فإن مشتلي كبير ومكيف، فيه نحو نصف مليون شتلة حاليا؛ تشمل نحو عشرة أنواع من البذور المهجنة".
اضاف: "للعلم؛ لا يتوقف عملنا الزراعي المتعب على امتداد حدودنا الجنوبية، نحن المحترفين طوال أشهر الصيف الحارة نعمل، فها نحن نشتل العديد من البذور الزراعية في مشاتلنا، داخل مزارعنا في الوفرة، لزراعتها بعد بضعة أسابيع في بيوتنا الزراعية المبرّدة صيفاً".
مشيراً إلى أن المشتل الرائع الذي أقامه وسط إحدى مزارعه في منطقة الوفرة الزراعية والذي يمتلئ بشتلات الطماطم والخيار والباذنجان والفلفل، وما إليها من بذور مستوردة جيدة غالية الثمن؛ لأنها مشتراة من مصادر وشركات زراعية كبرى، لها سمعتها الطيبة في مجال الزراعة داخل الكويت وخارجها.
مبيناً أن الزراعة تجري في دمه، مع أن عائدها قليل، ودعمها يُصرف متأخراً ومنقوصاً أحياناً.
الاكتفاء الذاتي
وقال المطيري: "زراعة الصيف القائظ في الكويت متعبة ومكلفة، وتحتاج إلى جهد ووقت، ومال مضاعف من كهرباء وماء وبلاستيك، لكننا لا نستطيع التوقف لأن شهور الصيف في الكويت طويلة، ومصاريف العمال الشهرية لا تتوقف، وتسديد أقساط المقترض من محفظة التمويل الزراعي مستمرة لا تتوقف صيفاً، والأخطر أن الآفات والعناكب تكثر صيفاً في المزرعة، وكأنها تعاقبنا على الزراعة في هذه الأجواء اللاهبة".
وأكد أن مزعرته في الوفرة "تجود بالعديد من الأصناف الزراعية صيفاً عبر المجمعات الزراعية الحديثة (المبرّدة) التي أنشأها بمشاركة محفظة التمويل الزراعي.
وذكر من هذه الأصناف الخيار والبامية والباذنجان والبطيخ واللوبيا والقرع، وقال: "أستطيع أن أقول هنا بأننا حققنا الاكتفاء الذاتي من الخيار، والعين على الطماطم والبطاطا".
أما في الحقول المكشوفة فيزرع المطيري الورقيات، وأهمها النعناع الأخضر ذو الرائحة الزكية الطيبة، وهنا قال: "أننا حققنا اكتفاء ذاتياً في إنتاج الورقيات الخضراء في الكويت، إذ صرنا نزرعها في البيوت الزراعية المكيفة، صيفاً وفي الحقول المكشوفة شتاءً وربيعاً، وفيها بركة ومنها بركة".
الاحتراف الزراعي
وبيّن المزارع محمد علي المطيري الذي ورث حبّ الزراعة عن أبيه المرحوم علي بادي المطيري، أحد مؤسسي منطقة الوفرة الزراعية، أهمية إكرام العمال الزراعيين، ومعاملتهم معاملة حسنة والالتزام بدفع رواتبهم وساعات العمل الإضافية صباحاً ومساء لهم كاملة من دون تأخير أو تسويف.
مؤكداً أن "إكرام العمال الزراعيين في المزرعة مفتاح النجاح فيها"، كما بيّن أن "الاحتراف الزراعي يتزايد بين الكويتيين المتقاعدين منهم والشباب، فقد صارت الزراعة الإنتاجية، وفي جميع قطاعات الزراعة (نبات – حيوان – طير- سمك) حرفة للعشرات من الكويتيين، يسترزقون منها، ويكسبون لقمة عيشهم، وعيش أسرهم في الوفرة والعبدلي والصليبية وكبد والشقايا، تماماً كما كانت الحال قبل اكتشاف النفط في المناطق الزراعية القديمة في الجهراء والمنقف، وأبو حليفة والفنطاس والصبيحية". وقال: "نحن نتقدم عنهم، فقد كان آباؤنا يزرعون الطماطم مثلاً ثلاثة أشهر من السنة، صرنا نزرعها تسعة أشهر من السنة، بل عشرة أشهر".
اضاف: "كما ترى المناطق الزراعية الحديثة، وبخاصة في الوفرة والعبدلي من حسن إلى أحسن، زراعة وعمراناً، وكذلك الإنتاج الزراعي المحلي كماً وكيفاً، بفضل همة مزارعي الكويت، وتشجيع الدولة لهم، وبمزيد من هذا التشجيع، سنحقق المزيد من الفلاح والنجاح في هذه المناطق الزراعية الحدودية النائية، آملين أن يواصل أولادنا طريق الزراعة فيها، كما وصالنا نحن طريق زراعة الآباء فيها، فالزراعة، وإن كانت متعبة ومكلفة في الكويت، نظراً للظروف غير الزراعية فيها من ماء وتربة وطقس، إلا أنها مبروكة ومباركة لمن يقابلها يومياً".
وختم قائلا: "الزراعة مهنة شريفة، تعلّم الإنسان الصبر والجدّ في العمل، والتفاؤل وقوة الإرادة والعزيمة، وتحمّل المشاق من أجل منفعة البلاد والعباد"!