"اليوم يا شباب، أبي رأيكم باللي قاعد يصير بالبلد؟ وقبل لا يروح بالكم بعيد كلامي عن إعادة إحياء بعض الأغاني والمسرحيات القديمة برؤية حديثة" قالها المعاق.
الرجل وهو يرشف قهوته: "حنا شعب طيب، نحب نعيش اللحظات الجميلة، ونعشق استرجاع الذكريات، ومثل ما قالوا بالمثل: من فات قديمه تاه، بصراحة، شي حلو إعادة القديم بشكل جديد، لو كان فعلاً جديدا".
الشاب عدّل جلسته وارتكز على ركبته وقال:"كل عمل قديم له قيمته الفنية، بس اللي قاعد يصير من وجهة نظري، إفلاس فني من رجال المسرح والفن بالكويت.
السالفة مسخت حبتين، لأن اللي قاعد يصير غير مقبول بالمرة، مو معقولة كل أسبوع يطلعون لنا بعمل كلاسيكي بتوزيع جديد.
من الآخر: ما يصير كل ما فنان أفلس فكرياً وفنياً، قال خل تفاح ارجع حاجة قديمة من أيام الطيبين، عشان الجيل اللي ما لحق عليها يتفرج".
الشايب وهو يقشّر حبة تين شوكي: "أنا أعرف إن تدوير النفايات البيئية ممتاز، بس تدوير بعض الأعمال القديمة مضر بالمزاج العام وعلى الأصل دور، لدرجة من كثر ما عادوا، صرت أشك إن المستقبل هو نفسه الماضي، بس بحواجب مرسومة بكحل".
الخبير، بصوت خفيف دم، قال: "أنا أذكر حضرت المسرحية الأصلية قبل كم سنة، أيام ما كانت التذاكر مطبوعة. ضحكنا ضحك السنين بثلاث ساعات ونص.
والأسبوع اللي طاف، دخلت نفس المسرحية، بس مجددة،
ديكور يهبل، تذاكر إلكترونية، الممثلين لابسين ماركات،
بس للأسف: الضحكة غايبة. بصراحة وبدون زعل الوضع صاير مثل اللي يحط عطر باريسي على ثوب مرقّع".
المتمولس، قبل لا يطلع من باب الديوانية، قال: "حاول تحب أحزانك، لعلها ترحل مثل ما يرحل كل شي تحبه".
وفي هذه الأثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.
كاتب كويتي
[email protected]