الأربعاء 13 أغسطس 2025
38°C
تم نسخ الرابط بنجاح
نورة الفصام تجربة لقرار أبعد
يعتبر منصب وزير المالية من المناصب السيادية، فأول من تولى وزارة المالية بعد الاستقلال سمو الشيخ جابر الاحمد، وتلاه بعد ذلك السيد عبدالرحمن العتيقي، الذي تولى منصبي المالية والنفط، وعليك ان تعرف مكانة العتيقي في العمل الحكومي، ولدى كبار الشيوخ.
ثم تولى الشيخ علي خليفة العذبي المالية والنفط وتلاهم الشيخ سالم عبدالعزيز السعود الصباح، والشيخ علي سالم العلي، ثم تولى وزراء آخرون وكلهم او اغلبهم من الوزن الثقيل.
المالية ليست فقط حقيبة وزارية، لكنها محفظة الكويت المالية، فلا ينبغي أن يتولاها واحد غشيم في الدولار والدينار.
الازمات التي اجتاحت البلاد، لا سيما ابان الغزو العراقي وتعرض مالية الكويت، لاسيما الصناديق الاستثمارية، إلى عبث او تلاعب، الامر الذي اصاب مالية الدولة واحتياطيها باضرار، ورغم انها اشاعات عمت البلاد، الا أن على ارض الواقع لم يشعر المواطن الخارج من اتون احتلال ودخان ابار النفط المحترقة وحرب ووضع امني مخيف، باي ضائقة مالية، سواء خلال الغزو او بعد التحرير، فالرواتب صرفت في اوقاتها، ومعها اسقاط قروض المواطنين، وفوقها منح مالية لكل اسرة.
هذا يعني ان المواطن انزاحت عنه هموم الديون والقروض واشباهها، وكان بخير، فالكويت بفضل رب كريم وحكمة المسؤولين، ستبقى بخير ولا هموم او معاناة يتحملها المواطن.
وزيرة المالية السيدة نورة الفصام التي فاجأت المواطنين بالاستقالة، إذ ليس في اعراف الحكومات الكويتية ان يستقيل الوزير، ويصرح للاعلام اسباب الاستقالة، بغض النظر إن كانت استقالت نورة برغبتها او ضغوط افضت الى ذلك، فمواطن في مثل هذه الظروف لا تعنيه الاشاعات واقاويل هنا او هناك.
لكنني اعلم أن تعيينها بهذا المنصب الوزاري الرفيع والثقيل والخطير لا يأتي من كون "ماكو غيرها"، لملء الفراغ او تكريماً لها او لنساء الكويت، فالكويتيات قد اخذن حقوقهن، انما هناك اسباب استدعت الحكومة لاختيارها للمنصب الاخطر والاهم.
لذلك اقول إن اختيارها وزيرة كان مفاجئة واستقالتها منتصف الطريق في ظل اجواء عادية ايضا مفاجئة، فهل كان ذلك حالة موقتة او كان خطأ، ام استقالتها في منتصف الطريق كانت الخطيئة؟
الجدير بالذكر استقالة الفصام هي الاستقالة الثانية في مجلس وزراء الشيخ احمد العبدالله الاولى، اولاها استقالة وزير الكهرباء محمود بوشهري وجيء بوزير لا علاقة له لا الكهرباء.
في كل الاحوال استقالة الفصام لا تعني نهاية الامل للمرأة الكويتية، هناك نحو نصف القياديين من نساء، والخير لجدام فقد لا نتفاجأ بتقلد سيدة طالما المرأة نصف المجتمع، وهي تتقلد مناصب خطيرة في العدل، والبلدية والجامعة، والجيش والشرطة، وسفيرات والمحاكم.
ولعلي اعتقد ان منصب المالية تجربة اعلان تأهيل المرأة لمهمات ابعد.
صحافي كويتي
