اليوم لن اتحدث عن شأن سياسي او اقتصادي، بل عن موضوع اجتماعي بحت، فيه الكثير من المعاني، والدلالات التي يمكن البناء عليها في مجالات عدة.
اتحدث عن الامهات "السنعات"، اللواتي رأيتهن خلال الاجازة في بعض الدول الاوروبية، وكيف يدرن اولادهن، بذكاء، في فترة الصيف واوقات الفراغ.
امهات كويتيات، يتخلين عن الكثير من البهرجة، وينظمن برنامج لاولادهن خلال الاجازة في الخارج، يدربن الابناء، على التنظيم والاستمتاع بالوقت من خلال المعرفة، فتجدهن منذ الصباح الباكر، ومعهن اثنين او ثلاثة من الأطفال، يتجمعن في الحدائق، ويبدأن البرامج، وكأنها حصة دراسية ممتعة في الهواء الطلق.
أمهات صغيرات السن، ثقافتهن عالية، يجيدن الإنكليزية والفرنسية، ويعرفن التعامل مع الأمور المالية بذكاء، ويحافظن على ممتلكات وسلامة أطفالهن، ويفهمن القوانين.
رأيت عدداً كبيراً تلك الأمهات "السنعات" كيف يطعتين أطفالهن، وبعضهن يعملن التسلية بالثقافة، وفي المناسبة مررت على مجموعة من الأطفال، وتفاجأت أنهم جالسون على الأرض في الحديقة، وبأيدهم كتب، وفضولي، او "بلاغة الشف" الكويتية، دفعتني إلى الاطلاع على بعض هذه الكتب، وإذ هي عبارة عن رسومات حيوانات وألوان، وفيما إحدى الأمهات تشرح لنحو عشرة الأطفال، هناك مجموعة من الأمهات وبينهم آباء يتبادلون الحديث على مقربة منها.
وولان "بلاغة الشف" تحركت عندي، رغبت بمعرفة جنسيات هؤلاء، مع تقديري لكل الجنسيات اكتشفت انهن من بنات الكويت، وانهن يدركن معنى السياحة المعرفية، والتوجيه، ولهذا حين تجد هؤلاء البنات والأمهات "السنعات" الصغيرات يدرن اولادهن خارج الكويت بهذه الطريقة، فاعلم أن هناك اجيالا قادمة مبدعة.
صحيح ان هناك من لا تهتم باولادها، وتترك الامر للمربية، او "مدبرة المنزل" لكن رغم ذلك فإن هذا الامر فيه الكثير من الاطمئنان إلى أن المستقبل سيكون افضل بكثير.
فهؤلاء الامهات "السنعات" نموذج للكويتيات المبدعات اللواتي يشرّفن بلدهن في الداخل، وكذلك في الخارج، لا سيما ان لدينا الكثير من الكويتيات اللواتي يتعلمن في الخارج، في الغربة، وكل واحدة منهن تثبت يوميا ان اخت الرجال، وفي المستقبل صانعة الرجال.