الذهب يسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 3398 دولاراً للأونصة

أنهت أسعار الذهب تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع ملحوظ، حيث أغلقت الأسعار الفورية عند مستوى 3398 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى يسجله المعدن الأصفر خلال أسبوعين، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على سبائك الذهب.

وفي تقرير صادر اليوم الأحد عن شركة "دار السبائك" الكويتية، أوضحت الشركة أن الأداء القوي للذهب جاء مدعومًا بتراجع نسبي في سعر الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى حالة من القلق في الأسواق إثر إدراج هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية لسبائك الذهب بوزن 1 كغ و100 أونصة ضمن السلع الخاضعة للرسوم الجمركية.

وأشار التقرير إلى أن البيت الأبيض حاول تهدئة الأوضاع، مؤكداً أن القرار لا يعكس توجهاً سياسياً ثابتاً، إلا أن الأسواق لم تتجاهل الإشارات السلبية التي حملها القرار، ما زاد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، خاصة مع ارتفاع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، لاسيما سويسرا، التي تُعد مركزاً عالمياً لتكرير وتصدير الذهب.

ورغم أن القرار لم يُفعّل بعد، إلا أنه يحمل أبعاداً جيوسياسية واضحة، ويعكس جهوداً أميركية لإعادة ضبط العلاقات الاقتصادية الدولية بما يخدم الأولويات المحلية. وأشار التقرير إلى أن البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة عززت التوقعات بقرب خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).

وذكر التقرير أن زيادة طلبات إعانات البطالة إلى أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2021، إلى جانب تباطؤ قطاع الخدمات، دفعت الأسواق إلى تسعير احتمال خفض الفائدة بنسبة تصل إلى 92% خلال الاجتماع المقبل للفيدرالي، مع توقعات بخفض يصل إلى 25 نقطة أساس أو أكثر في حال استمرار البيانات السلبية، خصوصاً في ظل غياب مؤشرات تضخم قوية تدعم سياسة التشديد النقدي.

كما أشار التقرير إلى أن ارتفاع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.285%، وتحسن طفيف في مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، لم يكن له تأثير كبير على معنويات المستثمرين، الذين واصلوا التوجه نحو الذهب كأداة للتحوط في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة وتضارب التوقعات حول السياسات النقدية المقبلة.

وأوضح التقرير أن إدراج الذهب ضمن قائمة السلع الخاضعة للرسوم الجمركية يمثل رسالة سياسية موجهة للاتحاد الأوروبي، ويعكس اتجاهاً أميركياً نحو تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على المراكز المالية الأجنبية، حتى تلك الحليفة للولايات المتحدة. ورغم أن الأزمة لم تتطور إلى صراع مباشر، إلا أنها دفعت العديد من المستثمرين إلى زيادة حيازاتهم من الذهب.

وتوقعت "دار السبائك" أن تركز الأسواق خلال الأسبوع الجاري على بيانات مؤشر أسعار المستهلك، ومبيعات التجزئة، ومؤشر ثقة المستهلك في الولايات المتحدة، إلى جانب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. وأشارت إلى أن أي نتائج سلبية أو متباينة قد تساهم في استقرار أسعار الذهب عند مستوياتها الحالية أو تدفعها لاختبار مستويات أعلى.

محلياً، ارتفع سعر غرام الذهب عيار 24 إلى 33.320 ديناراً كويتياً (نحو 108 دولارات)، بينما سجل عيار 22 نحو 30.544 ديناراً (حوالي 100 دولار). وبلغ سعر كيلو الفضة 421 ديناراً (نحو 1377 دولاراً)، وسط حالة من الحذر والترقب في الأسواق المحلية بانتظار التطورات العالمية.