الأربعاء 13 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
سحر تربوي!
play icon
كل الآراء

سحر تربوي!

Time
الأحد 10 أغسطس 2025
خالد أحمد الطراح

تصورت مخطئاً أن إصلاح التعليم مسؤولية مشتركة، بين وزير التربية سيد جلال الطبطبائي، والمنظومة التعليمية، والمجتمع، وكاتب هذه السطور، كمواطن بعيد عن ألغام السياسة، والسحر، والشعوذة، وضرب الودع!

لكن الساحر سيد جلال الطبطبائي، مع حفظ الألقاب، قفز بفترة استثنائية في انجاز سحر تربوي لم يعرفه أحد من قبله، ولن يعرف أحد من بعده، لأنه - كما يبدو- حمل هم إصلاح التعليم قبل انضمامه إلى الوزارة، وربما منذ كان طالباً!

جهز وزير التربية ذخيرته للعام الدراسي 2025-2026 قبل التعرف على آراء، وأفكار غيره، فهو الساحر السياسي، والتربوي، الذي انجز المناهج الجديدة للعام المقبل قبل هضمها من المتخصصين والمعنيين من خارج الوزارة، بل بسبب "فرمان" وزاري لا رجعة فيه!

انقلب سحر -مجازا- الوزير الطبطبائي عليَّ شخصياً، بعد كتابة مقالة من جزأين بعنوان "وثيقة التعليم"، متوهماً أن لدي أفكارا لوثيقة غير مستحيلة في إصلاح التعليم، وجعلها رؤية وطنية معتمدة من مجلس الوزراء، لكي لا ينكشف ظهر الوزير، حكومياً وتربوياً.

لقد أنجزت وزارة التربية ما عجز عنه وزراء مخضرمون، وقياديات تربويات في "الانتقال التدريجي من تعليم تلقيني إلى التعليم النشط والفعال"، من دون مشاركة المجتمع، ولا الإفصاح عن طبيعة الشركاء الخارجيين في هذا الإنجاز التاريخي!

عموما، كنت على خطأ في التفكير، والتعبير، واعتذر للوزير الجهبذ الطبطبائي، بعد انجاز المهمة التاريخية في "تأليف" مناهج جديدة، لا تحتاج سوى للأغلفة، والصور، لزوم شكل الطباعة، لتتجاوز نسبة إصلاح التعليم "61 في المئة".

كنت بصدد كتابة مقالة عن التربية الوطنية، وشرح عناصرها السياسية، والدستورية، والاجتماعية، والتاريخية، لكن بعد تداول الأخبار عن جاهزية المناهج الدراسية من رياض الأطفال حتى الصف التاسع، في فترة استثنائية لم ينجزها من قبل وزير أو أكاديمي عريق؛ قفزت الأسئلة المتواضعة التي تدور بالعقل المذهول تنحصر في التالي:

1-هل المناهج الدراسية الجديدة تضم بين طياتها تاريخ مجلس الشورى، ووثيقة المبايعة في العام 1921؟

2-هل تضم صناعة المناهج الجديدة تاريخ الاحداث، والعوامل السياسية التي اعترضت مجالس الأمة في السنوات 1967 و1976 و1986؟

3-هل تتضمن المناهج خطابات حكام الكويت الشيوخ جابر الأحمد، وصباح الأحمد، ونواف الأحمد، رحمهم الله، عن الديمقراطية، والسلطة التشريعية، ونظام الصوت الواحد الانتخابي، والدوائر الانتخابية؟

4-هل تعمقت المناهج في تبسيط، وشرح الظروف، والعوامل السياسية التي سبقت حل مجلس 2020، وأسباب تدخل الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد في حل مجلس 2020 بعد الاعتصام النيابي في المجلس؟

5-هل ركزت المناهج الجديدة على خطابات، وتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد -حفظه الله ورعاه- قبل انتخابات 2024، وتعليق بعض مواد الدستور وحل مجلس 2024، وظروف حل مجلس 2023 والمجلس المبطل 2022؟

6-هل عادت مادة التربية الوطنية إلى سرب المناهج؟ وهل سيتم التركيز على رفع العلم والتحية فقط، أم سيمتد المنهج إلى القواعد العلمية لترسيخ الانتماء، والولاء، والمحافظة على الهوية الوطنية، وكيفية ترسيخ هذه القواعد، والمفاهيم، كقيم اجتماعية، وتربوية، وسياسية بصورة مبسطة؟

7-هل تتضمن المناهج الدراسية التي تم اعدادها بصورة خاطفة، الحقوق الدستورية، والواجبات الوطنية، وتاريخ الكويت السياسي، من دون استثناء الغزو العراقي، والعمل الشعبي داخل الكويت وخارجها؟

8-هل تشمل المناهج الجديدة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام الجديد على المجتمع، والطلاب، والتلاميذ، وسوء الاستغلال، والاستخدام، والآثار القانونية المترتبة على كل ذلك؟

أخيرا وليس آخرا، هل ستشمل استعدادات وزارة التربية لصناعة، وانجاز المناهج، تقدير نتائج الاختبارات للعام الدراسي 2025-2026، لطالما بقدرة قادر تم الانتهاء من المناهج الجديدة بلمحة زمنية ساحرة؟

ومنكم نستفيد سحراً تربوياً غير مسبوق تاريخياً!

KAltarrah@

آخر الأخبار