أسلوب الحياة يدل على الوعي بمعنى السعادة من خلال بناء صحة جيدة، فالانسان يحتاج حياة متوازنة تشمل الجوانب الجسدية، النفسية، فيما الكثير من الناس يهملون جانبا او الاثنين، ويربطون التقاعس بعدم وجود الوقت الكافي.
ما دفعني إلى قول ذلك، هو ان نسبة كبيرة في الكويت لا يعرفون الاهتمام بالذات، ما ينعكس على المجتمع، وفي جانب او اخر يعني اهمالا صحيا للنفس، واذا كانت الحجة ان الوقت لا يساعد، فهو ليس عاملاً معرقلاً، لكن عدم وجود تنظيم هو الاساس، ما يتسبب بمشكلات عدة.
علينا الاعتراف بأن المناهج الدارسية تفتقر إلى محفزات على مراكمة الوعي التدريبي في كيفية اتخاذ قرارات ذكية بشأن نمط حياة الانسان.
اضف إلى ذلك عدم الاطلاع، او ما يعني، التثقيف الذاتي، فهناك نسبة كبيرة من العرب، والخليجيين، والكويتيين، لا يتابعون اي وسيلة اعلامية، او يقرأون الكتب والمقالات الموثوقة عن الصحة العامة.
هنا لا اتحدث عن موضوع مستهلك، إنما عن ضرورة معرفية وطنية، فإذا كنا في المقالة السابقة تحدثنا عن كيف نبني مجتمعاً منتجاً، فإن ذلك يحتاج إلى الوعي، بمعنى الاستثمار في الصحة، وكذلك كيف تستفيد من ذلك في التطوير المعرفي، فالوعي ليس رفاهية فكرية، بل ضرورة وجودية، والإنسان الواعي يعيش بعمق، ويميز بين ما هو نافع وضار، فيبني حياته على أسس متينة، أما من يعيش بلا وعي، فهو غالباً يُساق بأهوائه أو تأثير الآخرين، دون إدراك.
لهذا حين قال المفكر الفرنسي رينيه ديكارت منذ قرون: "أنا أفكر إذن أنا موجود"، كان يعبر عن فكرة أن وجود الذات هو حقيقة أولية لا يمكن إنكارها، وطالما أن هناك تفكيراً يحدث، فهذا يعني الحيوية والمشاركة المجتمعية، واليوم في هذا العالم المتغير باستمرار نحن بحاجة إلى أن تكون لنا فاعلية في المحيط من خلال تأسيس قوة معرفية كويتية، تقوم على الانتاج المثمر المعرفي والابداعي والابتكار، وليس الغث الذي لا يترك اي اثر.
اليوم لدينا الفرصة كمجتمع ان نعمل على خلق ما مبادرات معرفية جماعية، تشارك فيها المؤسسات الثقافية الوطنية في نشاطات مجتمعية للصغار والكبار، وكذلك التنمية الرياضية كمحفز للحركة.