إيران تتراجع: الحوار مع الولايات المتحدة لا يعني الهزيمة أو الاستسلام!

طهران تخفي علماءها النوويين خوفاً من اغتيالهم

طهران، فيما يبدو أنه تراجع من طهران عن مواقفها المتشددة بشأن الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس، على أن الحوار لا يعني الهزيمة أو الاستسلام، قائلا خلال لقائه مديري وأصحاب وسائل الإعلام عند حديثه عن المحادثات مع الولايات المتحدة إن الحوار والمباحثة لا يعنيان الهزيمة أو الاستسلام، مردفا بالقول "نحن من دون التفاعل والتنسيق ورأي المرشد لم ولن نقوم بأي خطوة".

يأتي ذلك، فيما أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إبراهيم عزيزي أن التفاوض مع أميركا ليس تراجعاً، قائلا إن "البعض يفسر المحادثات على أنها تراجع، في حين أن هذا التصور خاطئ، فطهران حضرت في جميع المراحل إلى طاولة المفاوضات بقوة، وأثبتت التزامها بالمبادئ والضوابط، لكن الطرف المقابل انتهك التزاماته مراراً"، مشددا على أن إيران لم تخش يوماً الحوار أو التفاوض، قائلا "لقد أظهرنا أن الطرف المقابل لا يلتزم بتعهداته، وأن الولايات المتحدة تعتبر طاولة المفاوضات أداة لتحقيق أهدافها الشيطانية"، وفق تعبيره.

ومضى قائلاً إن استمرار الحوار مرهون بالتزام الطرف المقابل بمبادئ التفاوض، موضحاً أنه لم يتم بعد تحديد زمان أو مكان محدد للجولة الجديدة من المفاوضات، مجددا أن أصل التخصيب حق ثابت للشعب الإيراني، مردفاً "لن نتفاوض أبداً حول مبدأ التخصيب، لكن يمكن التباحث بشأن مستوى ونسبة التخصيب"، وجاءت تلك التصريحات بعد ترجيح مصادر مطلعة احتمال عقد محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في وقت مبكر من الشهر الحالي، كما أشارت المصادر إلى مطالبة طهران بأن تشمل أية محادثات مقبلة إلى جانب الملف النووي تعويضات عن الضربات الأميركية التي نفذت في يونيو الماضي.

في غضون ذلك، أكد مستشار المرشد الإيراني علي ولايتي أن إيران ستمنع إنشاء الممر الأميركي "زنغزور" في منطقة القوقاز لأنه يهدد أمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية، قائلا إن بلاده ترفض إنشاء الممر الذي يغير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة ويبدل الحدود وصمم في الأساس لتقسيم أرمينيا، معتبرا إنشاؤه في حدود إيران سيجعل طرق اتصالها بالشمال والشمال الغربي محصورة بتركيا، كما أن تنفيذ المخطط سيعرض أمن القوقاز الجنوبي للخطر ولهذا السبب أكدت إيران أنها سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها ستعمل على حماية أمن هذه المنطقة، مشبها زعم استئجار الممر من قبل ترامب في هذه المنطقة من العالم بأن يأتي شخص من هذا الطرف من العالم ليستأجر قناة بنما، قائلا "هذا أمر مستحيل ولن يحدث"، متسائلا "هل جنوب القوقاز منطقة بلا صاحب حتى يقوم ترامب باستئجارها؟، مؤكدا أن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم.

على صعيد آخر، وبعد اغتيال إسرائيل عشرات العلماء النوويين الإيرانيين خلال المواجهة التي امتدت 12 يوما مع طهرام قبل شهرين، كشفت مصادر مطلعة أن إيران عمدت إلى إخفاء علمائها النوويين الناجين، وقال مسؤول إيراني كبير إن معظم هؤلاء العلماء تركوا منازلهم ووظائفهم في الجامعات ونُقلوا إلى أماكن آمنة في طهران أو المدن الساحلية الشمالية، حيث يعيشون مع عائلاتهم، مضيفين لصحيفة "التليغراف" البريطانية أن "أولئك الذين كانوا يُدرّسون في الجامعات استبدلوا بأشخاص لا صلة لهم بالبرنامج النووي"، بينما أشار خبراء إسرائيليون إلى أن جيلًا جديدًا من العلماء النوويين الإيرانيين على أهبة الاستعداد لتولي عمل من قُتلوا بالفعل، ووصفوهم بـ"الرجال الميتين" أو "الموتى السائرين"، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تشمل توفير منازل آمنة وحماية على مدار الساعة، كما أبدت مصادر إسرائيلية خشيتها أن يكون العلماء الناجين حلوا محل زملائهم القتلى.