الثلاثاء 12 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
يا حكومة لبنان اصمدي 'ما بقاش بدها'
play icon
الأولى

يا حكومة لبنان اصمدي "ما بقاش بدها"

Time
الأحد 10 أغسطس 2025
أحمد الجارالله

في ديوانه "لبنان إن حكى" سطّر الشاعر اللبناني، الراحل سعيد عقل، أسطورة بلده الذي ابتُلي منذ قرون بلعنة الحرب الأهلية، إذ كل بضعة عقود لا بد أن يُحرك شيطانٌ ما، داخلي أو خارجي، الجمر تحت الرماد، لذا، كل الأمنيات أن تكون الحرب الأخيرة آخر فصول العذاب اللبناني.

اليوم، هناك رئيس جمهورية أثبت حرصه على بلد عايش فصول المعاناة، لا سيما أنه ابن الجنوب الذي لم توفره أي جهة، لا إسرائيلية أو فلسطينية، ولا إيرانية، وكل واحدة حاولت جعل تلك المنطقة جمهورية لها، حتى استتبّ الأمر أخيراً، ومنذ عام 2000، لـ"حزب الله" الذي تباهى مراراً وتكراراً بتبعيته لطهران، غير عابئ لا بالطائفة التي يزعم تمثيلها، ولا المكونات الأخرى التي يتشكل منها هذا البلد العربي الصغير.

لذا، عندما زعم حسن نصرالله، حينها، النصر الإلهي، كان يدرك حقيقة أن الجنوب اللبناني لم يعد حاجة أمنية لإسرائيل، بل كان الحديث عن أن الانسحاب بدأ من العام 1999، رغم ذلك حاول حزبه الاستثمار بخروج الجيش الإسرائيلي، كي يعزز الهيمنة على قرار البلد، فدخل الحكومة للمرة الأولى، ومارس الإرهاب المعنوي على الوزراء، والرئاسة، ومنذ ذلك الحين، حتى قبيل انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيساً، كان هذا الحزب يعمد إلى التخريب الممنهج للدولة.

في العام 2006، أصدر نصرالله أوامره بخطف جنديين إسرائيليين من داخل فلسطين المحتلة، وهو خرق فاضح لاتفاق الهدنة، علماً أن الأطراف كافة كانت في حوار حول تسليم السلاح، فعمد إلى إشعال الحرب، وبعدها زعم نصرالله وقال: "لو كنت أعلم أن هذه الحرب ستكلف هذا الثمن لما دخلتها"!

منذ العام 1982، حين أسست إيران هذا الحزب تنفيذاً لما ورد في دستورها عن "تصدير الثورة"، لم يهدأ لبنان أبداً، إذ كانت هناك دائماً مشكلة يفتعلها هذا الحزب، ويحاول الصدام إما مع المكونات اللبنانية، وإما استفزاز إسرائيل، فيما الضحايا دائماً إما أبناء الطائفة الشيعية، وإما سكان الجنوب من كل الطوائف.

الحرب الأخيرة دخلها هذا الحزب بأمر من طهران، فيما لم يحسب التداعيات الكبيرة على الشعب والدولة، خصوصاً بعد أزمة مالية واقتصادية لم يشهد العالم كله مثيلها منذ منتصف القرن التاسع عشر، وهذا يدل على أن هذا الحزب ينفذ بالحرف الأوامر الإيرانية، أي يمارس دور المرتزق، وليس المدافع عن سيادة بلاده.

كم كلفت الحرب الأخيرة؟ ففيها سقط ثمانية آلاف ضحية، ودمرت عشرات القرى، وزادت حدة الأزمة المعيشية، وبلغت التكلفة 14 مليار دولار، فيما يومياً تستبيح إسرائيل لبنان كله، وكذلك، ارتفع معدل البطالة، ما يعني أن هذا البلد يحتاج إلى نحو 25 عاماً كي يعود إلى ما كان عليه قبل خمس سنوات، وليس كما كان في سبعينيات القرن الماضي "سويسرا الشرق"، لذا وجب السؤال: أين الفائدة للبنان من تلك الحرب، وهل إيران دافعت عن "حزبها" أم قالت له: "فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ"؟

لذا، حين يبارك العالم كله خطوات الحكومة اللبنانية بنزع السلاح من كل الميليشيات في لبنان، ومن ضمنها "حزب الله"، فذلك يعني أنه قرار دولة، وليست مزارع لطوائف وأحزاب ومنظمات، وأن التهويل بالحرب الأهلية مجرد فقاعات صابون، فالقرار الدولي والعربي اتخذ بتخليص لبنان من علته، ووجد فريقاً لديه الشجاعة، مؤلفاً من رئيس جمهورية ورئيس حكومة، كي يعمل على إنقاذ بلده بأقل الخسائر، فالبلد لم يعد يحتمل، أو كما يقال بالعامية اللبنانية "ما بقاش بدها".

آخر الأخبار