تم نسخ الرابط بنجاح

حجاج شيعة إيرانيون يتدفقون عبر معبر المنذرية الحدودي بين إيران والعراق في طريقهم إلى مدينة كربلاء لحضور أربعينية الحسين (أب)

الدولية

العراق يُحبط مخططاً إرهابياً لدسّ السم في طعام زوار أربعينية الحسين

اعتقال 23 "داعشياً"... والسوداني: لا تهاون في حصر السلاح... وبغداد تحتج على تصريحات لسفير بريطانيا

بغداد، عواصم - وكالات: أعلن القضاء العراقي أمس، إحباط مخطط لتنظيم "داعش" الإرهابي لاستهداف زوار أربعينية الحسين في كربلاء وسط البلاد، والقبض على 23 متهما، وقال بيان لمحكمة التحقيق في كربلاء إنه "بإشراف مباشر من قبل قاضي محكمة تحقيق كربلاء وبتنفيذ من خلية الصقور الاستخبارية في المحافظة، تم إلقاء القبض على 23 متهماً بالإرهاب موزعين بين محافظات الجنوب والفرات الأوسط وبغداد، من بينهم امرأة"، مضيفا أن المدانين اعترفوا بوجود مخطط إرهابي لاستهداف أمن وسلامة الزائرين المشاركين في أربعينية الإمام الحسين من خلال تنفيذ عمليات إرهابية.

وذكر البيان أن المخطط الأول تضمن تصنيع وزرع عبوات ناسفة على طرق سير الزائرين في المحور الجنوبي، أما المخطط الثاني فكان دس السموم القاتلة في أواني الطعام المُقدم للزائرين، والذي أشرف عليه طالب في قسم التخدير، فضلاً عن حرق المواكب الخدمية، مضيفا أن التحقيقات كشفت عن استخدام عصابات "داعش" الإرهابية لأساليب في تجنيد هؤلاء العناصر، بدءا من غسل الأدمغة عبر الكتب الدموية والمحتوى الجهادي المضلل، مرورا بإدماجهم في مجموعات للتثقيف الديني المحرف وربطهم بمشايخ مُعدين خصيصاً لهذا الغرض، وصولاً إلى إجبارهم على مبايعة قيادة التنظيم الإرهابي، محذرا أصحاب المواكب والحسينيات من السماح لأي شخص مجهول الهوية بالوصول إلى مناطق إعداد الطعام والمشروبات، مع تشديد الرقابة على جميع المستلزمات الغذائية.

على صعيد متصل، تعرض نحو 621 شخصا لحالات اختناق لاستنشاقهم غاز الكلور نتيجة تسرب في محطة لتصفية المياه قريبة، وهم في طريقهم إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين، حيث أعلنت وزارة الصحة العراقية تسجيل 621 حالة اختناق جراء حادث تسرب غاز الكلور، إلا أنها أكدت أن جميع المصابين تلقوا العلاج اللازم وغادروا المستشفيات وهم بحالة صحية جيدة، بينما أعلنت قوات الأمن العراقية أن حالات الاختناق "محدودة" وسببها تسرب مادة الكلور من إحدى دوائر الماء على الطريق بين كربلاء والنجف، مشيرة إلى أن الحادثة وقعت ليل أول من امس، على الطريق الرابط بين مدينتي النجف وكربلاء، حيث مرقد الإمامين الحسين وأخيه العباس، حيث تستقبل مدينة كربلاء الواقعة على مسافة 110 كلم جنوب بغداد هذا الأسبوع ملايين الزوار الشيعة القادمين من داخل العراق وخارجه، خصوصا إيران، لإحياء الذكرى الدينية.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني أن حكومته ماضية في حصر السلاح بيد الدولة وفرض سلطة القانون ومكافحة الفساد، مشددا على أن هذه الإجراءات لا تستهدف جهة أو فردا بعينه، مؤكدا خلال مشاركته في مؤتمر عشائري لإحياء ذكرى ثورة العشرين التي اندلعت ضد الاحتلال البريطاني في عشرينيات القرن الماضي، أنه في ظل الاستقرار الأمني الحالي لا مبرر لوجود أي سلاح خارج مؤسسات الدولة، داعيا العشائر إلى دعم سلطة القانون والقضاء، موضحا أن حكومته التزمت في برنامجها بإنهاء وجود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" بعد انتفاء الحاجة إلى القوات، مشيرا إلى أن الحكومة تسعى إلى تجنب أي قطيعة مع دول المنطقة والعالم، مؤكدا أن العراق لا يمكن أن يعيش في عزلة.

في غضون ذلك، احتج العراق أمس، على تصريحات لسفير بريطانيا في بغداد عرفان صديق، معتبرا إياها مخالفة للأعراف الديبلوماسية وتدخلا في الشؤون الداخلية للدولة، وقالت وزارة الخارجية العراقية إنها أبلغت السفير البريطاني اعتراضها الشديد على تصريحاته الإعلامية الصادرة في 8 أغسطس والتي ترى الحكومة العراقية أنها تنتهك القواعد الديبلوماسية، دون أن تحدد نصها، في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أنه تحدث عن انتفاء الحاجة لوجود قوات "الحشد الشعبي" بعد هزيمة تنظيم "داعش".

وأوضحت الخارجية العراقية أن وكيل الوزارة للشؤون الثنائية محمد حسين بحر العلوم، أعرب خلال اجتماع مع السفير البريطاني أمس، عن قلق الحكومة العميق، قائلا إن السلوك يتعارض مع أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية التي تُلزم الممثلين الديبلوماسيين باحترام قوانين الدولة المضيفة والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية، وحضت الخارجية العراقية السفير على الامتناع عن إطلاق تصريحات أو القيام بأنشطة مماثلة، والتصرف بما يدعم العلاقات الودية بين البلدين، مؤكدة ضرورة الالتزام بالتواصل الديبلوماسي البنّاء ومبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول.