الأربعاء 13 أغسطس 2025
37°C
تم نسخ الرابط بنجاح
سفير أوزبكستان أيوب خان يونسوف
سفير أوزبكستان لـ "السياسة": توقيع 9 اتفاقيات شراكة بين بلادنا والكويت
- منتدى للتعاون التجاري... والكويتيون معفون من التأشيرة
- مركز إقليمي في الكويت لتسويق المنتجات الأوزبكية وفتح أسواق الخليج
- 16 سبتمبر... استئناف الرحلات المباشرة بين الكويت وأوزبكستان
- فرص استثمارية واسعة للمستثمرين الكويتيين في 12 ولاية
- اتفاقية لاستقدام الكوادر الطبية للقطاع الخاص الكويتي
فارس غالب
شهدت العلاقات الكويتية - الأوزبكية خلال العامين الماضيين طفرة نوعية، تُوّجت بالزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها الرئيس شوكت ميرضيائيف إلى الكويت في فبراير 2025، وأسفرت عن توقيع تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية والنقل والسياحة والصحة والثقافة، إلى جانب اعتماد بيان مشترك موسع.
وفي حوار خاص لـ"السياسة"، كشف سفير أوزبكستان لدى البلاد أيوب خان يونسوف عن مبادرات نوعية أبرزها إنشاء مركز إقليمي في الكويت لتسويق المنتجات الأوزبكية، وإعفاء الكويتيين من التأشيرة، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة في سبتمبر الجاري، فضلًا عن اتفاقية لتبادل الكوادر الطبية وتعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي، مؤكدا أن بلاده تطمح خلال السنوات الخمس المقبلة إلى الوصول بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الستراتيجية.
كيف تصفون الحالة الراهنة للعلاقات بين أوزبكستان والكويت بعد الزيارات الرسمية الأخيرة؟
زيارة الرئيس شوكت ميرضيائيف إلى الكويت في 17 و18 فبراير 2025 كانت محطة مفصلية في مسار العلاقات، إذ أسفرت عن توقيع اتفاقات مهمة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية والنقل والسياحة والصحة، وفتحت آفاقًا أوسع للتعاون بين الوزارات والهيئات، وزادت وتيرة تبادل الوفود بين البلدين.
المنتجات الأوزبكية
أعلنتم أخيراً عن مشروع إنشاء مركز إقليمي للمنتجات الأوزبكية في الكويت. ما أهدافه وأولوياته؟
المركز سيعمل كبوابة لتسويق المنتجات الأوزبكية وتصديرها إلى أسواق الخليج عبر الكويت. في المرحلة الأولى سيكون التركيز على النسيج الأوزبكي، لما يتمتع به من جودة عالية وإقبال متنامٍ في المنطقة.
هل هناك اهتمام من قبل الشركات الكويتية بإقامة شراكات لاستيراد أو توزيع المنتجات الأوزبكية في السوق المحلي؟ وما الدور الذي تلعبه السفارة أو الحكومة الأوزبكية في دعم هذا التعاون؟
شهدت الفترة الماضية تنظيم السفارة، بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الكويت، منتديات أعمال في عامي 2024 و2025، أسفرت عن توقيع اتفاقيات تجارية بين شركات من البلدين. وتم تصدير منتجات زراعية أوزبكية طازجة إلى السوق الكويتي، شملت الكرز، والخوخ، والمشمش، والبطيخ، والشمام، والليمون، إضافة إلى اللحوم والحلويات. ويظهر المستهلك الكويتي اهتماما متزايدا بهذه المنتجات، فيما تواصل السفارة دعمها لتوسيع آفاق التعاون التجاري.
القطاع الخاص
كيف تقيّمون تفاعل القطاع الخاص الكويتي مع المبادرات التي طرحتها السفارة خلال المنتديات الاقتصادية الأخيرة بين رجال الأعمال من البلدين؟
شهد عاما 2024 و2025 تنظيم أربعة منتديات أعمال في الكويت، إلى جانب معرضين تحت شعار "صُنع في أوزبكستان". وقد أتاحت هذه الفعاليات لقاءات مباشرة بين رجال الأعمال من الجانبين (B2B)، أسفرت عن تحديد فرص تعاون واعدة. وأبدت شركات الاستيراد الكويتية اهتماما ملحوظا باستيراد الفواكه الطازجة والمجففة، واللحوم، والحلويات من أوزبكستان. فعلى سبيل المثال، تم تصدير أكثر من 20 طنًا من الفواكه الأوزبكية الطازجة إلى الكويت خلال عام 2024، مع توقعات بتجاوز هذا الرقم خلال العام الجاري.
ما هي خططكم المستقبلية لتنظيم منتديات أعمال أو معارض لتعزيز التبادل التجاري بين أوزبكستان والكويت، سواء في الكويت أو أوزبكستان؟
ضمن جهود تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، من المقرر عقد الاجتماع الثاني للجنة الحكومية المشتركة قبل نهاية العام الجاري، بالتزامن مع تنظيم منتدى أعمال ومعرض "صنع في أوزبكستان" في مدينة الكويت، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال من كلا البلدين. وبمجرد تحديد المواعيد، ستوجه دعوات رسمية إلى جميع المستثمرين وشركات الاستيراد الكويتية للمشاركة في هذه الفعاليات.
السفير أيوب خان يونسوف متحدثا للزميل فارس غالب (تصوير- محمد مرسي)
التأشيرة
تم مؤخرا إعفاء مواطني الكويت من متطلبات التأشيرة لمدة 30 يوما عند دخول أوزبكستان. كيف أثّر هذا القرار على قطاع السياحة؟ وهل ازداد الاهتمام من الكويتيين بزيارة أوزبكستان بعد تطبيق هذا النظام؟
اعتبارا من 1 يونيو 2025، دخل نظام الإعفاء من التأشيرة لمدة 30 يوما لمواطني الكويت حيّز التنفيذ، ما سهّل إجراءات السفر وشجع على زيادة الإقبال. وقد لقي القرار ترحيبا واسعا من شركات السياحة والمسافرين الكويتيين، لا سيما محبي السفر والمغامرات. ويمكن للسائح الكويتي زيارة المدن التاريخية والمعالم الثقافية في أوزبكستان بكل أمان وراحة، إلى جانب الاستمتاع بالمأكولات الأوزبكية التقليدية، في ظل أجواء يسودها الأمن والاستقرار.
هل تعملون على تطوير الرحلات الجوية المباشرة من الكويت إلى مدن مثل طشقند وسمرقند ونامانغان؟ وما مدى جاهزية البنية التحتية السياحية لاستقبال الزوار من دول الخليج؟
في عامي 2024 و2025، سيرت شركة "Jazeera Airways" الكويتية رحلات جوية مباشرة إلى مدن طشقند وسمرقند ونامانغان. وخلال موسم الحج، تم تعليق هذه الرحلات مؤقتا، إلا أنه اعتبارا من 16 سبتمبر الجاري ستُستأنف بشكل منتظم. وندعو بهذه المناسبة المواطنين والسياح إلى الاستفادة من هذه الرحلات المريحة لزيارة أوزبكستان. وتتمتع المدن الأوزبكية الكبرى ببنية تحتية متكاملة لاستقبال الزوار من دول الخليج، تشمل فنادق من فئة 3 إلى 5 نجوم، ومنتجعات جبلية تعمل طوال العام، وبرامج سياحية للمعالم التاريخية. كما تمنح هذه الزيارات السياحية فرصة للتعرف عن قرب على الإمكانيات الاستثمارية والتجارية التي توفرها البلاد.
كوادر طبية
سبق أن ناقشتم إمكانية استقدام كوادر طبية وتمريضية من أوزبكستان للعمل في قطاع الرعاية الصحية بالكويت. هل تم تنفيذ هذا المشروع؟
خلال الزيارة الرسمية للرئيس شوكت ميرضيائيف إلى الكويت في 17 و18 فبراير 2025، تم توقيع اتفاقية حكومية ثنائية بشأن "تبادل القوى العاملة"، ودخلت حيز التنفيذ في 1 يوليو 2025. ويجري حاليا تنفيذ خطوات عملية لاستقدام مختصين أوزبكيين في المجال الطبي للعمل في القطاع الخاص الكويتي، مع تنسيق مباشر مع الجهات المختصة لمناقشة إجراءات الترخيص وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم.
فيما يخص التعليم، هل توجد برامج تبادل أكاديمي أو منح دراسية للطلبة الكويتيين في الجامعات الأوزبكية، خصوصا في مجالات الطب والتكنولوجيا والدراسات الإسلامية؟
نشكر حكومة الكويت على المنح الدراسية والتسهيلات التي تقدمها سنويًا للطلاب الأوزبكيين للدراسة في جامعاتها. ويجري حاليًا تعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات في البلدين، بما يشمل تبادل الطلاب، وإجراء أبحاث علمية مشتركة، وتفعيل برامج المنح الدراسية. ووفقًا للقوانين الكويتية، يتم العمل على استكمال الوثائق اللازمة لاعتماد الجامعات الأوزبكية لدى الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم.
التعاون الثقافي
ما رأيكم بالتعاون الثقافي بين أوزبكستان والكويت؟ وكيف يُسهم هذا التعاون في تعزيز روابط الشعبين؟
في إطار تعزيز التعاون الثقافي والإنساني، تم خلال الزيارة الرسمية للرئيس ميرضيائيف إلى الكويت في 17 فبراير 2025 توقيع اتفاقية حكومية للتعاون في مجالات الفن والثقافة. كما زار وفد من مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان، برئاسة الدكتور ف. عبدالخالقوف، الكويت في مارس 2025 للاطلاع على تجربتها في إدارة المتاحف. وفي 12 مايو 2025، قُدم حفل موسيقي لفرقة "المقام" الأوزبكية بقيادة الفنان الشعبي عبدالحاشم إسماعيلوف ضمن فعاليات الجمعية العامة الـ45 للمجلس الأولمبي الآسيوي في الكويت، تخلله معرض للأزياء التقليدية والحرف اليدوية الأوزبكية، مما أسهم في توثيق أواصر الصداقة والتفاهم بين الشعبين.
ما أبرز نتائج الزيارة الأخيرة للرئيس ميرضيائيف إلى الكويت؟ وهل أدت إلى توقيع اتفاقيات جديدة أو فتح آفاق غير مسبوقة للتعاون؟
مثّلت زيارة الرئيس ميرضيائيف إلى الكويت في 17 و18 فبراير 2025 مرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية. وأسفرت المباحثات بين قيادتي البلدين عن تحديد مجالات تعاون ذات منفعة متبادلة، وتوقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في قطاعات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية والنقل والسياحة والصحة، إلى جانب اعتماد بيان مشترك واسع النطاق، بما يؤكد الانتقال إلى مستوى متقدم من الشراكة الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون.
كيف تتوقعون تطور العلاقات بين الكويت وأوزبكستان خلال السنوات الخمس المقبلة؟ وما أولوياتكم خلال فترة عملكم في الكويت؟
نسعى خلال السنوات الخمس المقبلة إلى تعزيز التعاون مع الكويت في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والعلوم والتعليم والصحة والثقافة، ورفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية عبر تنفيذ مشاريع عملية تحقق المنفعة للطرفين في مختلف القطاعات.
رسالة إلى الشعب الكويتي
تشهد أوزبكستان إصلاحات اقتصادية شاملة لتحسين نظام التجارة الخارجية وتطوير المناطق الاقتصادية الحرة، مع توفير بيئة جاذبة للمستثمرين الأجانب. هناك فرص استثمارية واسعة في جميع الولايات الـ12، خاصة في البنية التحتية السياحية بالمناطق الجبلية من خلال إنشاء منتجعات ومراكز ترفيهية تعمل على مدار العام.
التعاون الرياضي والشبابي
يجري العمل على تأسيس تعاون بين الجهات المعنية في البلدين لتطوير العلاقات في مجالي الرياضة والشباب، بهدف تعزيز القدرات وترسيخ أواصر الصداقة بين الشعبين.
أبناء الجالية الأوزبكية في الكويت
تحافظ السفارة على تواصل وثيق مع أبناء الجالية، وتقدم لهم الخدمات القنصلية والمساعدة القانونية، مع حماية حقوقهم ومصالحهم. كما يشاركون بفاعلية في الفعاليات الوطنية ويساهمون في تنظيم زيارات الوفود الرسمية والتجارية، مما يعكس روح التعاون والانتماء.
