الخميس 14 أغسطس 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
محمد المنيع...  يكفي الاسم
play icon
كل الآراء

محمد المنيع... يكفي الاسم

Time
الاثنين 11 أغسطس 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

محمد المنيع، يكفي ان تذكر هذا الاسم حتى يعرف الجميع عمن تتحدث، عن الخامة الراقية في التعامل مع الناس، عن الصدق في النصيحة.

العم الراحل محمد المنيع، لم يكن ذاك الشخص المتعجرف، فقد كان مدرسة في الرقي، إذ اذكر في الصبا، كنا حين نشاهده في الشامية، نذهب للسلام عليه، منبهرين بهذه الشخصية التي نشاهدها على شاشة التلفاز، فيما كان، رحمه الله، يتودد لنا ويسأل كل واحد منا عن اسمه، وهو ابن من؟ كان يسألنا احيانا عن درجاتنا المدرسية.

سنين طويلة في منطقة الشامية طبعت في الذاكرة الكثير من الصور عن هذا الشخص، فنحن في تلك المنطقة، كسائر المناطق هناك الجيرة والالفة، والاصدقاء، وككل الذين تركوا بصمة في وجداننا كصغار، ثم مراهقين، وشباب، كانت هذه الشخصية العامة المعروفة لها طابعها الخاص، دائما، في ترسيخ الالفة، واسداء النصح.

حين بدأت نشاطي النقابي والسياسي، كنت ازور المقرات الانتخابية، ومن ضمنها تلك الموجودة في الشامية، فأجد العم محمد، رحمه الله، فيها، يزور الجميع، ولا يبدي رأيه بهذا المرشح او ذاك، بل دائما يذكر ان الانتخابات مرحلة يتنافس فيها الجميع، لكنها لا يجب ان تفسد الود بين ابناء المنطقة.

من يدرك معنى هذه النصحية يعرف كيف يكون المنصب، النقابي او البرلماني، وحتى الوزاري، خدمة وطنية تشرف صاحبها.

لذا، عندما بدأت نشاطي السياسي، وترشحت للنيابة، جاء الى مقري الانتخابي، وحقيقة استغربت ذلك، لان من المفروض أن اذهب انا اليه، وكان برفقة ابنه عبدالوهاب، بارك الله فيه، وقال لي: "لا تخسر احدا من اجل السياسة، فهذه الانتخابات تأتي وتمضي تبقى العلاقة الطيبة، فالانتخابات ما تودي ولا تيب (تجيب) لكن العلاقة مع الناس والسمعة الطيبة هي التي تبقى لانها رصيد الانسان".

كنت دائما تجد فيه الرجل المعبر عن الأصالة الكويتية، تلك الروح التي تشع الايجابية في النفوس، كلما كنا نلتقي في الديوانيات او مسجد المنطقة، كان دائما يقول لي: "أتابعك ويسعدني نشاطك".

هذا الرجل لم يطلب أي واسطة طوال عمره، لانه كان يؤمن انها اساس فساد الدول.

العم الراحل محمد المنيع كان فنانا يعرف كيف يرسم الطرق إلى الخير من دون اي تبجح، ببساطة المعلم حينا، والاب احيانا، والصديق الصدوق، لذلك خسارته كبيرة، لكن هذه سنة الحياة، ولا راد لقضاء الله.

رحم الله العم محمد المنيع، وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه، وأهل الشامية، بل كل الكويت الصبر والسلوان.

آخر الأخبار