بوضوح
القرار الذي اتخذه معالي وزير الداخلية بفتح الكويت أبوابها للمقيمين في دول الخليج، وتسهيل شروط الـ"فيزا" وإلغاء بعض الشروط، هي خطوة نوعية تستحق الإشادة، وهو إجراء ينتظره مسار أطول نحو تنويع الاقتصاد، وتعزيز الحضور الإقليمي والدولي للكويت، وهو ما نأمل أن تتبعه مبادرات داعمة في مجالات الترويج السياحي، بما يجعل البلاد وجهة مفضلة ومقصداً دائماً للأشقاء والأصدقاء حول العالم.
في هذا المقام أرفع آيات الشكر والتقدير لمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، على القرار الحكيم بفتح أبواب الكويت أمام زوّارها من المقيمين في دول "مجلس التعاون" الخليجي، ومنحهم تأشيرة سياحية مباشرة من المنافذ، وهي خطوة تنسجم مع التوجه الحكومي نحو جعل الكويت مركزاً اقتصادياً وسياحياً إقليمياً.
إن هذه المبادرة ليست مجرد إجراء إداري؛ بل هي رسالة واضحة أن الكويت تنظر إلى المستقبل بعين الانفتاح الواعي، وتستثمر في مواردها البشرية والجغرافية لتعزيز مكانتها بين دول المنطقة.
فالعوائد الإيجابية لهذه الخطوة متعددة الأبعاد: اقتصادياً ستنعكس على تنشيط حركة الأسواق، والقطاع الفندقي والمطاعم، والمرافق السياحية، كما ستدعم قطاعات النقل والخدمات، وستسهم هذه السياسة في تحسين صورة الكويت، وتعزيز موقعها في مؤشرات السياحة والتنافسية الصادرة عن المنظمات الأممية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
ولعل اللافت في هذا القرار أنه جاء متجاوباً مع النداءات المتكررة من النخب والمواطنين الداعين إلى تسهيل دخول الأشقاء من المقيمين في الخليج، ومن أبرزهم الكاتب والإعلامي الكبير أحمد الجارالله، رئيس تحرير جريدة "السياسة"، الذي خصص إحدى مقالاته لطرح هذه الفكرة قبل أن تجد طريقها للتنفيذ.
هذه الاستجابة تمثل مثالاً حيّاً على أن صانع القرار في الكويت يصغي باهتمام لنبض الشارع، وأصوات الإعلام الواعي.
كما أن منح التأشيرات السياحية مباشرة من المنافذ، مع صلاحية الإقامة لمدد متعددة، ينسجم مع أفضل الممارسات العالمية في قطاع السياحة، ويبعث رسالة ثقة للمستثمرين، والزوار على حد سواء، بأن الكويت بيئة ترحب بالجميع، وتضع ضيافة الإنسان وكرامته في صدارة أولوياتها.
للمرة الاولى تعمل الكويت، عبر منصة "فيزا كويت" بعيدا عن الواسطات والاستغلال، وهذا بحد ذاته ايجابية تعبر عن التوجه الجديد، وهي خطوة مميزة بكل المعايير.
نسأل الله أن يرحم شهداءنا الأبرار، ويحفظ كويتنا الحبيبة، ويبارك في جهود كل من يعمل من أجل نهضتها، تحت راية سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما.