لاحظ خبراء نفسيون وتربويون من جامعات، مثل" Cornell" و"JohnsHopkins"، أن ترامب يعاني من تشتت فكري، وارتباك في الجمل، وعدم استكمال الأفكار خلال ظهوره العلني، وصف ذلك أنها مؤشرات حرجة للاعتلال العقلي، أو التراجع المعرفي. رغم نفي فريقه، فإن هذه التصرفات عزّزت هوّة الثقة بين الناخبين وأبحاث اللياقة العقلية للرئيس.
يتضح أنّ فقدان المصداقية ليس مجرد كلمة مفتاحية، بل نتاج تراكم تناقضات، سياسية وشخصية ومؤسسية: إفراط في التصريحات المضللة، والأكاذيب كجزء من أسلوب التواصل السياسي، تراجع ملحوظ في المؤشرات الشعبية، ومحاولات سياسية لتقويض استقلال البيانات، والمؤسسات الحكومية.
تطوّر يُنظر إليه من جانب البعض كمسار نحو السلطوية أو الاستبداد، إضافة غلى تصاعد القلق من اللياقة العقلية، والرؤية العامة لقدراته القيادية.
في المجمل، فإن هذه العوامل مجتمعة تشير إلى أن مصداقية ترامب تعرضت لضربة كبيرة ليس فقط من خصومه السياسيين، بل أيضاً من جمهور واسع داخل حزبه، والمجتمع المدني.
حتى مؤيدوه الأصليون بدأوا يعيدون النظر في دعمه، خصوصاً مع تنامي القلق من الأداء والتوجه العام.
يُعرف ترامب أنه من أكثر السياسيين الأميركيين إصداراً للبيانات الكاذبة أو المضلّلة؛ فأكدت مراصد مثل صحيفة
"The Washington Post" أنه قدّم أكثر من 30,573 تصريحاً خاطئاً أو مضلّلاً خلال ولايته الأولى، بمعدّل نحو 21 تصريحاً يومياً.
وصلت موافقة الجمهور على أدائه إلى مستويات قياسية منخفضة في 2025، بانتشار واسع لرفض سياساته الاقتصادية والهجرية، بينما بلغ متوسط الموافقة بين الأميركيين نحو 40 او 42 في المئة، مع رفض يتخطى بين 50و56في المئة وفق الاستطلاعات الأخيرة.
بالفعل، أصبح تقييمه سالباً، فقد سجل صافي الموافقة من 2 إلى 7، وهو الأدنى بين الرؤساء الأميركيين في العصر الحديث، في المرحلة نفسها من الولاية الثانية.
وفقا لاحصاء معهد "غالوب"، فقط 34 في المئة من الأميركيين يعتبرونه "صادقا وجديراً بالثقة"، وهو رقم منخفض للغاية بالنسبة للرئيس الحالي.
وفي استطلاع يوليو 2025 فإن 49 في المئة وصفوه بـ"غير المفضل للغاية"، مقابل فقط 24 في المئة من الذين حملوه بصورة إيجابية جداً، فيما كانت الأرقام الاقتصادية الأخيرة مخيبة للآمال.
ترامب اتهم مسؤولين حكوميين بالتلاعب بالبيانات، وقرر فصل مديرة الـ" BLS"، ما أثار انتقادات بأن الحكومة بدأت سياسة تقويض مؤسسات الإحصاء.
تصاعدت الممارسات التي تشبه المسار الاستبدادي، فقد شنّ ترامب حملة ضد القضاء والإعلام والمهنيين الذين ثبتوا عليه، معتبرا أنهم جزء من "الدولة العميقة" أو "أعداء الشعب.
كاتب سعودي