الأربعاء 17 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أغرب أسباب الاحتلال في التاريخ
play icon
كل الآراء

أغرب أسباب الاحتلال في التاريخ

Time
الأربعاء 13 أغسطس 2025
محمد الفوزان
قصص إسلامية

تتعدد الأسباب والعوامل التي تدفع بعض الدول لاحتلال دول أخرى، أهمها السيطرة الاقتصادية، والبحث عن الأموال، وجني الأرباح، لكن حادثة المروحة التي دفعت فرنسا لإعلان الحرب على الجزائر، واحتلالها كانت من أغرب الأسباب في التاريخ.

يوم إن ضرب الداي حسين القنصلَ الفرنسي بيار دوفال، كانت الذريعة والسبب غير المباشر لإعلان فرنسا الحرب على الجزائر، ومن ثَم احتلالها في العام 1830 مدة زادت على 130 عاماً.

بدأت القصة في 29 أبريل 1827 الذي كان هذا اليوم يوافق أول أيام عيد الفطر، عندما زار القنصل الفرنسي دوفال قصر الباشا العثماني، الداي حسين، الذي تولى حكم الجزائر في سنة 1818.

وكان من التقاليد السياسيّة حينها زيارة قناصل الدول الأجنبية الباشا في المناسبات المهمة، وخلال الجلسة دار حديث بين الداي حسين والقنصل الفرنسي حول الديون المستحقة للجزائر لدى فرنسا، وكانت هذه الديون جزءاً من مساعدة لفرنسا أثناء حصار الدول لها، بسبب إعلان الثورة الفرنسية.

حينها رد القنصل على الداي حسين رداً غير لائق، فأمره الباشا بالخروج، لكنه لم يخرج، فلوح له الباشا بالمروحة التي كانت في يده، وقيل إنه ضربه بها على وجهه، فسميت هذه الحادثة بـ"حادثة المروحة".

الفرنسي أخبر بلاده بالحادثة، وضخّم الحدث، فاتخذت باريس هذا السبب ذريعة لاحتلال الجزائر.

في 12 يونيو1827 بعث شارل العاشر الأسطول الحربي للجزائر، بحجة استرجاع مكانة وشرف بلاده، وجاء قبطانها إلى الباشا الداي حسين، وعرض عليه خيارات للاعتذار للقنصل.

الباشا العثماني لم يقبل كل الخيارات، فحاصر الفرنسيون الجزائر لمدة ستة أشهر، وانتهى الأمر بالاحتلال.

كانت ديون فرنسا إلى الجزائر بلغت 262 مليون يورو(وفق حسابات اليوم).

فقد أدت الثورة الفرنسية التي اندلعت سنة 1789 إلى عزل فرنسا عن الساحة الأوروبية، وحصارها من بعض الدول، جراء خوف الأنظمة الملكية القائمة، آنذاك، في أوروبا من امتداد الشعارات المعادية لسلطتَي النبلاء والدين لمختلف الممالك.

وبهذا فقدت باريس عدداً من حلفائها العسكريين وشركائها التجاريين كالنمسا، وروسيا، والإمارات الجرمانية الكاثوليكية، وفقدانها للسلع الأساسية اليومية لشعبها، مثل القمح، ما جعلها تحوِّل نظرها إلى شركائها الموجودين خارج قارة أوروبا.

عندما بدأ نابليون بونابرت حملته العسكرية على مصر سنة 1798 من أجل تموين جيشه الضخم، تعرَّف على تاجريْن يهوديين هما كوهين البكري ونفتالي بوجمة.

هذان اليهوديان اقترحا على نابليون أن يساعدا حكومة فرنسا على استيراد القمح من ولاية الجزائر العثمانية، وهو ما تم، مونت ولاية الجزائر فرنسا بالقمح طيلة فترة الحروب النابليونية من 1803 حتى 1815، إلى حين عودة الملكية.

وبسبب ما مرت به فرنسا من ظروف طيلة هذه الفترة، تراكمت عليها ديون بقيمة 28 مليون فرنك ذهبي فرنسي، وهو مبلغ خيالي، آنذاك، لدولة في القرن التاسع عشر، وكان الباشا العثماني أكثر ولاة الجزائر إلحاحاً لاستخلاص الديون الفرنسية، لذا ارسل ثلاث رسائل إلى هنري العاشر طالبه فيها بتسوية المستحقات، لكن الملك لم يكن يرد على الباشا الحسين داي.

وفي عيد الفطر 1827 استغل الباشا الحسين داي وجود القنصل الفرنسي وسأله عن سبب عدم إجابة ملك بلاده على رسائله؟

فجاوبه القنصل أن ملك فرنسا لا يمكن أن يجيب والياً عثمانياً، وهو ما أغضب الباشا العثماني، وصفعه بالمروحة التي كانت بيده.

إمام وخطيب

[email protected]

آخر الأخبار