مختصر مفيد
يقول أحد الأشخاص زرنا مدينة إيطالية، وبينما كنا نحتسي قهوتنا، في أحد المطاعم جلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل:
اثنان قهوة من فضلك...واحد منهما على الحائط.
فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه، لكنه دفع ثمن فنجانين، وعندما خرج الرجل، ثبّت النادل ورقة على الحائط مكتوبا فيها: فنجان قهوة واحد.
وهكذا، كلما دخل شخص دفع ثمن كوبين من القهوة، أحدهما له والآخر تُوضع فاتورته على الحائط.
وفي أحد الأيام كنا في المطعم نفسه، فدخل شخص يبدو عليه الفقر، فقال للنادل: فنجان قهوة من على الحائط.
أحضر له النادل فنجان قهوة فشربه، وخرج من غير أن يدفع ثمنه، ثم ذهب النادل الى الحائط، وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة، ورماها في سلة المهملات.
تأثرنا كثيراً بهذا التصرف الرائع من سكان هذه المدينة، والذي يترجم سلوكا من أرقى أنواع التعاون الإنساني.
فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناسا لا يملكون ثمن الطعام والشراب، فيُدفع لهم الثمن بفاتورة معلقة على حائط المطعم، كم نحتاج الى مثل هذا الحائط في حياتنا.
ومن السلوك الإنساني الطيب، يقول أحدهم: "اﺫﻫﺐ الى اﻠﺒﻘّﺎﻻﺕ ﺩﺍﺧل ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ، ﻭاﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ البقالة دفتر المديونيات لزبائن البقالة، وستجد أرامل وفقراء يشترون بالدين، وينتظرون نزول الراتب، وسترى ﻜﻠﻔﺘﻬﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻙ، لكنّها ﻫم ثقيل ﻓﻲ ﺣﻴاة أولئك الفقراء، وسدد جزءا منها واحذفها من الدفتر.
وﺇﻥْ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ اﻧﺸرهذه ﺍﻟﻔﻜﺮﺓَ ﻟﻌل هناك ﻗﺎﺭئا ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ، ﻭﺗﺬكر ان اللهُ ﻓﻲ ﻋﻮﻥِ ﺍﻟﻌﺒﺪِ مادام ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﻓﻲ ﻋﻮﻥِ ﺃخيه.
كان من المفترض في عالمينا، العربي والإسلامي، ان نقود العالم في القيم الأخلاقية والإنسانية، فكثير منا منا يتحلى بأخلاق فاضلة، فمن بين القصص، المعاملة الإنسانية التي تلقتها أميركية من مهاجر عربي، ففي اميركا تقدمت فتاة لبيع عقدها في محل مجوهرات يعمل به شاب عربي، وقالت له إنها تعتزم بيعه لأنها لا تملك مالا، فأعطاها ما تحتاجه من نقود، وأعاد لها عقدها المفضّل، فتأثرت الأميركية كثيراً من معاملته الإنسانية، ودخلت في نوبة من البكاء، وحالة من الاستغراب لسلوكه الطيب معها، وفي إحدى المحاكم الأميركية جرحت سيدة أميركية مشاعر امرأة مسلمة بألفاظ قاسية، لكن الأخيرة سامحتها أمام القاضي.
آخر العمود: إيران تضر المنطقة، هناك شحنات مخدرات بقوارب ايرانية تنطلق من سواحلها نحو الكويت من حين إلى آخر، فيكتشفها رجال أمن السواحل الكويتيون، أيعقل أن إيران لاتعرف ذلك؟ّ
ثم إنها تدخلت بالأمس في شؤون لبنان لتدعم "حزب الله"، مما يعمل على تأجيج الطائفية الدينية، كما تقول صحيفة "وول ستريت" الاميركية في مقالة يوم 7 أغسطس الجاري، في وقتٍ يطلب فيه لبنان من الحزب إلقاء سلاحه، فاحتجت وزارة الخارجية اللبنانية بشدة في بيان رسمي.
مواقف كثير من الكتّاب في صحف بريطانيا واميركا تسيء تجاه قضايا المنطقة العربية، لايلتزمون الحياد وغير منصفين في تحليلاتهم، ربما باستثناء الـ"غارديان" البريطانية، وكتاباتهم غير سلسة بل ضحلة لاتخرج منها بمعلومة.
[email protected]