تبدأ رحلة إنتاج الأعلاف المفيدة، وعالية الجودة باختيار المواد الخام الممتازة.
لكن النجاح الحقيقي يعتمد على الحفاظ على هذه المكونات من التلف، ومن سوء التخزين، مثل وضع الأكياس في مخازن مفتوحة، ومعرّضة للرطوبة والقوارض والحشرات، مما يؤدي إلى العفن وارتفاع نسب التلوث البكتيري (CFU/gm)، وهذا ينعكس سلباً على معدل النمو والإنتاج.
وقد رُصدت في بعض المزارع نسب تلوث تزيد بين 4 و15 مرة عن الحد المسموح، وهو ما يمكن تفاديه بسهولة من خلال التخزين في الصوامع، حيث تضمن هذه الطريقة الحفاظ على جودة العلف وتقليل الفاقد، مع إمكانية استرداد تكلفة الصومعة خلال ثلاث سنوات فقط.
وللعلم؛ فإن الأعلاف المحببة (Pelletized)، وهي حبوب مضغوطة تحتوي جميع العناصر الغذائية، توفر العديد من المزايا؛ فهي تقلل الهدر، وتزيد كفاءة التحويل الغذائي، وتحسّن الإنتاجية.
ولضمان الحصول على أفضل النتائج، يُنصح باستخدام آلات كبس عالية الجودة؛ لإنتاج حبوب متماسكة تتحمل النقل، مع ضرورة فحص جودتها عند وصولها للمزرعة.
كما أن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى فقد جزء من العلف قبل وصوله للطائر، مثل طول منقار الدجاج الذي يسبب نثر العلف على الأرض، ويمكن الحد من ذلك عن طريق تقليم المناقير وعدم ملء خطوط العلف بالكامل، خاصة في مزارع الدجاج البياض.
وتُعد الفئران من أخطر أعداء العلف، إذ يمكن للفأر الواحد استهلاك وزنه من العلف يومياً وتلويث عشرة أضعافه ببوله وفضلاته، مما يجعله غير صالح للاستخدام ويسبب خسائر كبيرة، مما يستوجب تخزين الأعلاف في صوامع، واتخاذ إجراءات فعالة لمكافحتها.
كذلك فإن ضعف غطاء الريش في الشتاء يؤدي إلى زيادة استهلاك العلف، لذا فإن ضبط الظروف البيئية أمر ضروري ؛ للحفاظ على معدلات استهلاك مناسبة.
وفي النهاية، يُنصح باستخدام المستحلبات (Emulsifiers) التي تحسّن من امتصاص العناصر الغذائية، مع إجراء فحص دوري لخلطات العلف عبر شركات متخصصة لضمان أفضل النتائج بأقل تكلفة.
خبير زراعي - عضو مجلس إدارة هيئة الزراعة سابقاً