من مصلحة دولة الكويت أن يأخذ مزارعوها في الوفرة والعبدلي بنظام الطاقة الشمسية؛ لإضاءة طرق مزارعهم، وتشغيل مراوح بيوتهم الزراعية، على الأقل.
لقد أخذ بعض المزارعين بنظام توليد الكهرباء من الشمس بالفعل؛ لكن لكي يحدث التعميم؛ ينبغي على الدولة تقديم دعمها المادي مرّة واحدة؛ لكل مزارع؛ كي يأخذ جميع مزارعي الوفرة والعبدلي بنظام الطاقة الشمسية في مزارعهم.
وفي هذا التعميم المأمول، فائدة للدولة قبل أن يكون فائدة للمزارع نفسه؛ فالطاقة الشمسية توَفّر على الدولة ملايين الدنانير يومياً؛ لأنها تبيع كيلو واط الكهرباء عبر الشبكة الحكومية للمزارع بـ2 و5 فلوس، وفي الحقيقة يكلفها نحو 20 فلساً.
ولو ذكرنا أن توليد الكهرباء عبر الشبكة الحكومية يحتاج إلى نحو 500 ألف برميل وقود يومياً، سيكون المبلغ المدفوع من الدولة لتوليد الكهرباء للناس نحو 40 مليون دولار يومياً.
هذا المبلغ الكبير يمكن توفيره لو اتّجهت الدولة إلى توليد الطاقة من الشمس المتوافرة طبيعياً في الكويت، صيفا وشتاء.
في المزارع التي تربو على 4000 مزرعة في الوفرة والعبدلي؛ سيكون التوفير المادي كبيرا على الدولة، وحتى على المزارع المنتج نفسه؛ فالمزارع الذي يستخدم الشمس لتوليد الكهرباءفي المزرعة والبيوت الزراعية، وتحديداً تشغيل المراوح في البيوت والمجمّعات الزراعية دون انقطاع؛ سيوفر الديزل، ومكائن الديزل، وسيستغني المُزارع عن المولدات الكهربائية ؛ علاوة على أنه أي المزارع المُنتج يمكنه أن ينام وهو مطمئن لأن الكهرباء لن تنقطع فجأة عن مزرعته؛ فلا يخسر نباتات بيوته الزراعية، التي زرعها ورعاها لأشهر عدة في سويعات معدودات، صيفا.
كل جديد وحديث يأتينا نتردد بالأخذ به نحن العرب، لكن في النهاية نأخذ به جميعاً، وظني أن المستقبل في بلادنا، وتحديداً في مزارعنا وفي المماشي وسط المناطق الزراعية للطاقة الشمسية؛ ففي الطاقة الشمسية توفير للدولة، وأمان للمزارع المُنتج من خطر الانقطاعات المفاجئة والمتكررة للتيار الكهربائي عبر الشبكة الحكومية، وبخاصة صيفاً.
وقد آن الأوان لتستفيد الكويت من الطاقة الشمسية المهدورة في الكويت.
مزارع في منطقة الوفرة الزراعية - الكويت