"ألبوم المساء" مجموعة شعرية لمارينا تسفيتايفا، صدرت عن دار مرفأ، اختار قصائدها وترجمها عن الروسية وقدم لها محمد شريف الأمين.
المقدمة الاضافية التي استقت من مصادر عدّة، تُسلّط الضوء على السيرة العامرة للشاعرة، الحافلة بالتشرد خارج روسيا وداخلها. هكذا نعثر في نصّ طويل على الشخصية الحياتية والأدبية والفكرية للشاعرة، التي كانت حياتها عاصفة منذ وُلِدَت في بيت نبيل ثري، لم يلبث أن دمّر بعد الثورة الشيوعية.
قُدِّر للشاعرة بعد ذلك أن تعيش وسط ظروف أقرب إلى التدهور المثابر، والتناقضات، والنكبات المتلاحقة، انقضت طفولتها في يُسر وانبساط، تعلّمت الألمانية والفرنسية، وهي بَعدُ في سنواتها الأولى، بدأت الشعر من صغرها، حملتها الثورة الشيوعية على المغادرة إلى فرنسا، والعودة إلى روسيا بعدها، تزوّجت، وهي دون العشرين، من سيرغي آفرون الذي يصغرها سناً، والذي لم يلبث أن فارق روسيا، ليعود بعدها ويُحاكَم لكونه جاسوسا نمَّتْ عليه ابنته تحت التعذيب، وأُعدِم.
لم تحضر مارينا دفن ابنتها إيرينا التي ماتت جوعاً، لكنّها من ناحية أخرى، أمضت وقتاً طويلاً في رفقة ابنها، أمضت أعواماً طويلة في فرنسا، لكنّها افتقرت، حتى اضطرّت إلى العمل في المنازل، تكرّر الأمر نفسه لدى عودتها إلى روسيا، ظلّت على حافّة الجوع هي وابنها، إلى أن ضاقت بحياتها فانتحرت بشنق نفسها.