الأحد 17 أغسطس 2025
41°C
تم نسخ الرابط بنجاح
الجار قبل الجدار
"في ديوانية عمي الشيخ الخارجية، كنا جالسين على السجاد الأحمر، اللي باهت لونه، وحب العيش لاصق فيه من كثر ما شاف عروس وعشيان"، قال الرجل: "يا جماعة الربع، سمعتوا قصة واحد من جماعتنا كان يبي يبيع بيته"؟
المعاق رفع استكانة الشاي وقال:"لا، بس دام فيها بيع وشراء، أكيد فيها نصبة أو طمع"!
ضحك الرجل وقال: "لا يا ذيب، هقوتك هالمرة ما هي في محلها. السالفة سالفة وفاء، هذا ابوه ابن عم لنا ضاقت فيه الدنيا، والديون خنقته، فقرر يبيع البيت اللي ساكن فيه من عشرين سنة، وراح عرضه بمكتب العشير وحده بـ 400 ألف دينار، مع إن البيت بالكثير يجيب ميتين"!
استغرب الخبير وقال: "افهمها بقا، إزاي يبيع بأغلى من سعره وهو محتاج يبيع بسرعة"؟
رد الرجل وهو يبتسم: "ميتين للبيت، وميتين للجيران، وقال: أنا ما شريت جدران، أنا شريت جيرة طيبة ما تعوض".
الشايب ضحك وقال: "أول مرة أسمع واحد يبيع باكج البيت والجيران"! واصل الرجل وقال: "يوم سمعوا الجيران بسالفته وحاجته، قالوا: والله ما نخليك تبيع بيتك وتفارقنا، إنت من الروح والرية، ومن ذاك اليوم وأهل المنطقة ما عندهم سالفة غير مثل: الجار قبل الدار، لأن الجار الطيب يسوى ألف دار".
الشاب اللي كان ساكت طول القعدة رفع حاجبه وقال: "صدق اللي قال: البيت بلا جيرة زينة مثل الدلة بلا قهوة، شكلها حلو بس ما تنشرب".
ويسرني ويسعدني بمناسبة هالعمل الطيب بين الجيران ان ارسل سالفتهم لواحد في بالي، يقرأ وكل مره يقول مافهمت وش كاتب؟
وأقول له: "يا علهم جيرانك أنت ومعزبنا، مكان اللي يحطون طابوق وحديد، ويبنچرون توايرالسيارات، عشان يمنعون الناس توقف عند حدايقهم وسلامتكم".
المتمولس، بعد ما طلب چاي سكر نص الاستكانة قال: "ثلاث عبارات تحفيزية: تم إيداع الراتب، تم اعتماد إجازتك السنوية، ويالربع صحنين ما عليهم أحد... الأخيرة دمار"!
وفي هذه الأثناء، رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.
"اللهم نستودعك أهالي غزة فانصرهم واحفظهم بعينك التي لا تنام".
كاتب كويتي
