طهران: التعاون بين السعودية وإيران يقلص نفوذ إسرائيل في المنطقة

طهران، عواصم - وكالات: أشاد السفير الإيراني في السعودية علي رضا عنايتي بموقف الرياض من الهجمات التي شنتها إسرائيل على بلاده وتسببت باندلاع حرب الـ12 يوماً في يونيو الماضي، مشدداً على أن تعاون الرياض وطهران بإمكانه أن يحدّ من النفوذ الإسرائيلي بالمنطقة، مؤكدا أن مفهوم الأمن في المنطقة شهد تحولاً من النموذج العسكري التقليدي إلى نموذج قائم على التنمية، لافتاً إلى أن الرياض تتبنى هذا التوجه الجديد.

وأكد عنايتي أن العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية شهدت تطوراً إيجابياً كبيراً منذ 2023، معتبرا التعاون الثنائي يشكل رادعاً للنفوذ الصهيوني في المنطقة، موضحا أنه خلال العدوان الإسرائيلي والأميركي على إیران، اتخذت السعودیة موقفاً حازماً بالإدانة وأصدرت بیانات شدیدة اللهجة، كما أكد أن التعاون بین طهران والریاض یمكن أن یحدّ من النفوذ الصهیوني، ویشق طریق التعاون الإقلیمي والتنمیة والأمن المستدام، قائلا إن طهران والرياض حققتا تقدماً في المجالات الأمنية والدفاعية، بما في ذلك زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان لطهران واجتماعه بالقيادة الإيرانية، مشيرا إلى أنه على الرغم من اختلاف الرؤى حول الحلّ الفلسطيني، لكن البلدين يتفقان على إدانة الجرائم الإسرائيلية، لافتا إلى تنامي التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية مع المملكة، منوهاً بموقف السعودية الداعم للملف النووي الإيراني وسعيها للاستقرار الإقليمي، مشددا على رفض فكرة اندماج إسرائيل في أي نظام إقليمي جديد، واصفاً إياها بأنها "وهمية"، مؤكداً أن التعاون بين إيران والسعودية ودول الخليج يمكن أن يحقق أمناً إقليمياً مستداماً قائماً على التنمية.

في غضون ذلك، حذرت هيئة الأركان الإيرانية من أي عمل إسرائيلي أو أميركي عدواني، مؤكدة أنها لن تتحلى بضبط النفس بعد الآن، قائلة "نجدّد التحذير القاطع للولايات المتحدة والنظام الصهيوني بضرورة الكفّ عن التآمر"، مشددة على أنه في "حال ارتكاب أي خطأ في الحسابات فإنّ ما حال دون تنفيذ عمليات واسعة خلال الحرب الماضية لاثني عشر يوماً، لن يتكرر"، مؤكدة أن إسرائيل وأميركا ستواجهان مفاجآت جديدة وإجراءات أشدّ فتكاً وقوة من السابق، وفق تعبيرها.

من جانبه، زعم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أمير حياة مقدم أن طهران قادرة على استهداف الولايات المتحدة بالصواريخ من البحر، مؤكداً أنه لا يُستبعد أن تصل الصواريخ الإيرانية المقبلة إلى واشنطن ونيويورك، مضيفا أن القوة الجوفضائية في "الحرس الثوري" الإيراني تعمل منذ نحو عشرين عاماً على تطوير القدرات اللازمة لإطلاق صواريخ من السفن والقطع البحرية، بحيث يمكن لإيران، رغم بُعد المسافة التي تبلغ عشرة آلاف كيلومتر، أن تقترب بسفنها إلى مسافة ألفي كيلومتر من السواحل الأميركية وتستهدف مدنها الرئيسة، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية كافة أيضاً تقع ضمن مدى الصواريخ الإيرانية، زاعما أن القدرات الصاروخية الإيرانية بإمكانها استهداف بريطانيا وفرنسا وألمانيا ومختلف مناطق أوروبا الغربية والشرقية. وقال إن جميع أشكال العقوبات الممكنة فُرضت بالفعل على طهران، وبالتالي فإن تفعيل "آلية الزناد" لن يكون له تأثير عملي ملموس سوى تشديد العقوبات الأوروبية، مضيفاً أن العقوبات الأميركية والأوروبية وصلت إلى أقصى حدّ ممكن، كما رأى أن تمديد المهلة الذي تسعى إليه الترويكا الأوروبية سيجعل من الناحية القانونية إعادة فرض العقوبات الملغاة بموجب القرار 2231 أمراً معقداً، ما يضعف الأساس القانوني لإعادة إيران إلى الفصل السابع.

إلى ذلك، أعلن "الحرس الثوري" الإيراني مقتل خمسة مسلحين في اشتباكات مع قوات الأمن في محافظة سيستان وبلوشستان، زاعما أن المسلحين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات انتحارية وتخريبية، لافتا إلى إلقاء القوات الأمنية الإيرانية القبض على مسلحين اثنين، مفيدا بأن المسلحين الستة قتلوا في عمليتين منفصلتين في جنوب وشمال محافظة سيستان وبلوشستان، وعُثر على نحو 25 كلغ من المواد المتفجّرة في المكان.