الخميس 18 سبتمبر 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قمة ألاسكا أسرار لم يروها الإعلام(2 من 2)
play icon
كل الآراء

قمة ألاسكا أسرار لم يروها الإعلام(2 من 2)

Time
الاثنين 18 أغسطس 2025
صالح بن عبد الله المسلم

تحدثنا في الجزء الأول من هذه المقالة عن دور ترامب ومن فاز في اللقاء ومن خسر، على الأقل إعلاميا وحضوريا، وان ترامب ظهر منهكا جدا، وتحسب القمة لدهاء بوتين وذكائه، لانه حصل على مبتغاه .

هنا نكمل الجزء الثاني من مقالتنا في اسرار هذه القمة، وكيف سارت الأمور، وكيف سيكون وجه العالم بعد انتهاء عامنا هذا ودخولنا عام جديد.

قلنا ان كل يوم بلا منظوماتٍ أوروبية إضافية، أو ذخائرٍ كافية يضغط على كييف، لذلك قد تعرض واشنطن "قفلة لوجستية" قصيرة (وقف نار محدود لتمرير إغاثة إنسانية/تبادل أسرى/عودة أطفال) مقابل اختبار حسن نية روسي،وهو المسار الأكثر واقعية.

أي نقاش حول الطاقة، أو الشحن، أو التمويل يهمّ موسكو بشدة، لكن تخفيفاً ملموساً بلا آليات تحقق واستدامة وقف النار شبه مستحيل سياسياً في الغرب.

لهذا سنرى حوافز تقنية صغيرة (تراخيص محدودة، قنوات إنسانية) لا رفعا عاماً، (هذا ما يفهم ضمناً من غياب أي إعلان تفصيلي بعد القمة).t

ترامب لا يستطيع تقديم ضمانات أمنية أوروبية بالنيابة عن الـ"ناتو"، ولا إقرار أي صيغة إقليميّة تُلزم الكونغرس بالعقوبات، لذا أقصى ما يفعله الآن هو تصميم إطار يُدفع لاحقاً عبر مؤسسات الدولة، وهو يحتاج وقتا وتدرّجا.

هناك سيناريوهات للأشهر الثلاثة المقبلة (المحتملة من وجهة نظري)

1- هدنة إنسانية متدرجة تبدأ بخطوات قابلة للقياس (تبادل أسرى واسع، مسارات إجلاء، آلية حماية بنى مدنية، لجنة ميدانية مشتركة)، تُختبر لمدة

30و45 يوما، نجاحها يفتح مفاوضات وقف نار محليّ في جبهة أو اثنتين.

2- جولات صورة بلا مضمون، قمتان قصيرتان أو مكالمات رفيعة المستوى تبقيان الأمل حيا، بينما يستمر القتال بوتيرة محسوبة، هذا المسار يخدم موسكو (كسب وقت)، ويمنح واشنطن تغطية سياسية داخلية، لكنه يراكم كلفة بشرية لأوكرانيا ويُغضب أوروبا.

3- تصعيد موضعي لتقوية أوراق التفاوض (احتمال أقل لكن خطير): مناوشات أعنف، أو ضربات نوعية، لدفع الطرف الآخر لدفع ثمن الرفض، إن حدث، سيقوّض صدقية مسار ألاسكا سريعا (تحذيرات أوكرانية وأوروبية من فراغ القمة تذهب في هذا الاتجاه).

البيت الأبيض سيبيع القمة كانطلاقة مسار، لا كصفقة، مع تأكيد استقبال زيلينسكي سريعاً لحماية شرعية المسار، نجاح ترامب هنا يُقاس بقدرته على تحويل اللقاء إلى حزمة إجراءات صغيرة قابلة للقياس بدل البحث عن اتفاق تاريخي دفعة واحدة.

سيبرز الكرملين الصورة واللغة الوقورة أكثر من النتائج: جلسنا مع واشنطن، لا تنازلات، والحوار مستمر، أي تنازل ميداني لن يُعلن إلا مغلفاً بعائد اقتصادي/قانوني واضح لروسيا، وهو غير متاح حاليا.

كييف من ناحيتها ستسعى لإغلاق أي نافذة ثنائية عبر الحضور المباشر في الجولة التالية، ورفع كلفة أي تجميد يرسّخ فقدان أراضٍ، لذا ستضغط لتضمين أي ورقة مبادئ عناصر، جدول تبادل أسرى، إعادة الأطفال المرحّلين، وآلية مراقبة دولية.

هذه الثلاث سيناريوهات التي من المحتمل ان نراها خلال هذه الأشهر الثلاث، وربما يحدث ما لا نتوقعه!

كاتب سعودي

آخر الأخبار