الجمعة 22 أغسطس 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الانفتاح هو المسار الصحيح والباقي 'ضيقة عين'
play icon
الافتتاحية

الانفتاح هو المسار الصحيح والباقي "ضيقة عين"

Time
الاثنين 18 أغسطس 2025
أحمد الجارالله

خطوة فتح البلاد تصب في تعزيز القوة الاقتصادية، وقد لاحظ المراقبون انتعاشاً في الحركة الفندقية، فيما بدأ النشاط يدبُّ في الأسواق.

لذا، قوبل القرار بترحيب نسبة كبيرة من المواطنين، في المقابل، كان هناك بعض المعارضين، بحجة أن البنية التحتية لا تتحمّل، أو أن الوافدة الآتية لزيارة الكويت يمكن أن تلد في مستشفياتها، وغير ذلك من الحجج الدالة على "ضيقة عين"، وعدم مقاربة جدية لمعنى الانفتاح على العالم.

أيضاً، إن الداعين إلى إقفال البلاد، هم الذين ينادون أن تكون مثل الدول الخليجية المنفتحة على العالم، ويقارنون بين الكويت وبينها، خصوصاً النشاط السياحي فيها، ما يدل على عدم واقعية حججهم، أو ما يعني قصر نظرهم في شأن ستراتيجي مهم، يعزز الناتج الوطني المحلي.

إذا كانت الحجة أن البنية التحتية لا يمكنها خدمة عدد السكان الكبير، فعلينا أن نكون واقعيين بمقاربة هذا الأمر، فهذه البنية لم يجرِ تطويرها منذ العام 1992 بالشكل المطلوب، وكانت هناك عمليات صيانة، وليس تطويراً كاملاً، لذا، فإن هذه المشكلة تخص الحكومات السابقة، ولا يعني ذلك الإبقاء على إقفال البلاد إلى ما شاء الله.

ثانياً، إن الدول تسعى إلى الانفتاح على العالم لتعزيز قوتها الناعمة، والكويت فقدت الكثير منها حين خضعت لرؤية متطرفة فأقفلت على نفسها، فإن كانت الحجة الخدمات الزهيدة الثمن، لأن المواطن يحاول استدامة دولة الرفاه إلى أطول فترة ممكنة، فذلك من المستحيل، ولا يجب أن يكون هذا الأمر في ذهن الجميع.

إن دولة مقفلة لا يخدمها المستقبل، لأنها تهرم سريعاً، بسبب الانكماش الاقتصادي، وعدم وجود منافذ تخدم سياحتها وصناعتها، وهذا ما أدركته الدول المجاورة، التي كانت منغلقة على نفسها وباتت اليوم الأكثر انفتاحاً، بل عزّزت حركتها الاقتصادية بكثير من النشاطات التي تؤسس لمستقبل أكثر تقدماً، وتعمل من أجل ذلك على تنويع مصادر دخلها الوطني، بالشكل المدروس.

لهذا، إن "ضيقة العين"، والأنانية التي تتحكم في رؤية البعض لمعنى المحافظة على الوضع القائم، ليست من الواقع إطلاقاً، بل ذلك ينم عن جهل بالعوامل الخادمة لقوة الدولة، فالذين يبكون، مثلاً، على استهلاك الكهرباء، وأن الزائرين والسياح سيزيدون من الضغط على التيار، هم ذاتهم الذين يستهلكونه بكثرة وبفوضى، ويحتجون إذا حاولت الدولة رفع التكلفة.

لذا، حين يحاول البعض المقارنة بين الكويت ودول الخليج، نسألهم: كيف يزور ما يزيد على 30 مليون سائح دول الخليج، فيما العدد الأقل يزور الكويت، حيث استقبلت تلك الدول عام 2024 نحو 14 مليوناً، فيما عندنا كان هناك أقل من أربعة ملايين، من بينهم مسافرو الـ"ترانزيت"، فهل هذا يخدم المستقبل الاقتصادي للدولة؟

قرار الانفتاح على العالم اتخذ، وعلى الجميع النظر برؤية منفتحة لما يمكن أن تستفيد منه الكويت مستقبلاً، وإما البقاء على "طمام المرحوم"، وبالتالي مطالبة الدولة أن تكون كشقيقاتها الخليجيات، فهو أمر يخالف المنطق، أو كما في الأمثال الشامية "مكسور ما تأكل وسليم ما تكسر وأكل حتى تشبع".

  • أحمد الجارالله

آخر الأخبار