ختصر مفيد
الوضع مضطرب وخطير، كيف نسمح بدخول الأفراد؟
من المؤكد انه بعد فتح باب الزيارة لجميع الناس لدخول البلاد، سيتدافع كثير من المرضى العرب، وغيرهم، لدخولها للعلاج مجاناً، مثل مرضى غسل الكلى، وكذلك ستدخل الكثير من الحوامل ليضعن مواليدهن في الكويت.
ربما هذي فرصة للفلسطينيين والاردنيين لدخول الكويت بمئات الآلاف، وكذلك قد يدخلها إرهابيون من "داعش"، وربما من العراق وإيران.
إننا في هذه الحال نعرض بلدنا لمخاطر أمنية واجتماعية، واقتصادية خطيرة، سيحدث ضغط هائل على المستشفيات لتوفير الخدمة الصحية، كذلك سترتفع الأسعار، وقد يتعاطف المقيمون مع أحداث بلدانهم مما يضر الوضع الداخلي، ولنا في حوادث الشغب في خيطان درساً، لذا فإن قرار السماح بدخول الافراد للبلاد ستنجم عنه مخاطر جمة.
مواقف معظم العرب مشينة بحق الكويت، فلما كنا في الكويت القديمة، نسكن بيوت طينٍ متواضعة، كنا نسمع سيارات تطوف تنادي "ساعدوا إخوانكم في الجزائر"، كما كنا ندفع ضريبة لكفاح الجزائرعند دخول السينما الى حين استقلالها، وأسمينا شارعاً وحديقة وثانوية باسم الجزائر، وعند الاحتلال العراقي صارت الجزائر ضدنا، فقد اتخذ رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر عباس مدني موقفاً أكثر شدة وضراوة من موقف المحتلين أنفسهم، فقد وعد الاحتلال العراقي بتجهيز مليون مقاتل ليقاتلوا معه للاحتفاظ بالكويت.
وقبل نحو 80 عاماً، أو أكثر، كانت الكويت تهرب الأسلحة للفلسطينيين عبر الزبير التابعة، آنذاك، لنجد، ومنذ عام 1948 والكويت تقدم المساعدات للفلسطينيين، وكنا ندفع ضريبة لكفاح الفلسطينيين ونحن ندخل السينما، وانطلقت المقاومة الفلسطينية من الكويت عام 1965، كذلك أنقذ الشيخ سعد العبدالله السالم، رحمه الله، المقبورعرفات من القتل أثناء حوادث "أيلول الأسود" في الأردن، وطار بعرفات على متن طائرة إلى مصر، وأغدقنا على الفلسطينيين الأموال، وكنا ندافع عنهم في المحافل الدولية، ومازلنا.
عند الاحتلال العراقي لبلدي فرح الفلسطينيون، ومعهم المقبورعرفات، بهذا الاحتلال ووقفوا مع صدام، وشتموا الكويتيين، وبعضهم خان المعروف، فكانوا يدلون القوات المحتلة على مواقع المقاومة الكويتية، وكانوا ضدنا في البلدان الأجنبية.
حكومتنا أسمت شارعا في حولي باسم "شارع تونس"، ومنطقة سكنية ومجمعا تجاريا باسم القيروان، وأقرضنا تونس الملايين، هذا عدا عن الاستثمارات الكويتية الضخمة بذلك البلد، لكن تونس اتخذت موقفاً عدائياً ضد الكويت، فقد خرج كويتي بعد الصلاة في أحد مساجدها فضربه التونسيون لأنه كويتي، وكان راشد الغنوشي، مرشد "الإخوان" في تونس، حينذاك، قد بارك الغزو العراقي الغاشم، ولعن الكويتيين على منابر المساجد في بلده، متمنيا زوالهم.
أما اليمن فأنشأنا فيه مستشفيات وجامعة صنعاء، ودفعنا للمعلمين فيه من أموال الكويت فوقفت، ضدنا، وساعدنا الاردن ماليا، لكن الأردنيين أقاموا مهرجانا في ديسمبر 2021 وصفوه بمهرجان الشهيد صدام.
رب قائل: "سامح يا أخي"، ونقول له إن ما حدث لنا يتعلق بمصير دولة وشعبها، وما تعرضنا له ضربة قاسية في الفؤاد والوجدان، فالاحتلال ترك عواقب وآثارا مأسوية في النفوس، فقد أضاع ثقة المواطنين بالمستقبل، وحطم معنوياتهم، وكان سببا في نشرالفساد في البلد، فتدهورت الأخلاق وكثرة الجرائم بأشكالها المتنوعة، بينما كانت الكويت رائدة في كل شيء قبل الاحتلال البغيض.
الأوضاع في المنطقة العربية مضطربة وخطيرة، ثم نأتي ونقرر السماح للرعايا العرب بدخول البلاد، هل تعتقد الحكومة ان هذا القرارصائب يخلو من العيب؟
[email protected]