إن قرار وزارة الداخلية السماح بتظليل السيارات 50 في المئة سليم من الناحية الفنية، لأن الإنسان يجب أن يتكيف مع الطبيعة، ويحمي نفسه من التداعيات السلبية، إذ على سبيل المثال في المناطق التي تتعرض لسيول دائمة يستعان بالسدود في مواقع معينة للحماية منها، والحفاظ في الوقت نفسه على كميات مياه تساعد في فصول الجفاف.
لذا نرى في بعض الدول هناك مناطق تكون تحت سطح البحر، فتلجأ الى بناء ما يسمى "كواسر امواج"، وفق هندسة حديثة، فالعلوم نشأت من الحاجة إلى الحماية من تقلبات الطبيعة.
لذا فإن تظليل زجاج السيارات في الكويت حاجة ملحة للناس كي يحموا انفسهم من الشمس الحارقة في فصل الصيف، الذي احيانا تصل درجات الحرارة فيه إلى 50 درجة مئوية في الظل، بينما تتعدى 60 درجة في الشمس.
ومع هذه الدرجات العالية تتضرر السيارات من الداخل، اذا كانت تحت اشعة الشمس، فيما الكثيرمن الأجهزة داخلها تنفجر، او تحترق، لذا من باب التكيف مع الطبيعة، علينا أن نرفع درجة التظليل.
هنا اعود إلى زمن مضى، حين اقر منع التظليل، ولا نعرف المبررات حينها لهذا القرار، فيما سمعت من بعض الناس أن السبب هو لمعرفة من يكون داخل السيارة، إذ لا يمكن رؤيته، او ماذا يفعل؟
وهذا التبرير غير منطقي في بلد تصل فيه درجات الحرارة إلى مستويات عالية جدا، وحتى لو كان مكيف الهواء يعمل باقصى طاقة، فإنه لا يكفي، خصوصا في النهار، ففي بلد مثل الكويت إن اضرار الشمس أكبر بكثير من اشكالية ماذا يفعل من في السيارة، علما أن قرار منع تظليل الزجاج الامامي للسائق.
وفي هذا المجال نعرج على موضوع المظلات في مواقف السيارات امام المنازل، فإن ذلك أمر محتوم، وليس خياراً لان وقوف السيارة طويلا تحت اشعة الشمس الحارقة فيه الكثير من الاضرار، ولذا لا يجب على الدولة أن تمنع وجود هذه المظلات، حتى لو كانت على ارتداد أملاك الدولة، فالامر الطبيعي أن تكون مظلات، حتى وإن كانت مقامة على أملاك الدولة، بشرط ألا تضايق الغير او تعيق الطريق.
لهذا نسال: لماذا يحاربون المظلات، فهذا امر مستغرب، لان من الواجب الإنساني تكون هناك مظلات للسيارات، فمثلا في نيفادا الاميركية الحكومة تظلل مواقف السيارات لأن الشمس حادة.
أتمنى على الحكومة أن تعطي مساحة للتفكير في التعامل مع الطبيعة، فالناس أصبحوا يعملون على الغيم الاصطناعي للاستمطار، فيما هناك دول بنت اسواراً خضراء لمساعدة شعوبها على حماية انفسهم من الغبار والصحراء القاحلة.
لقد اثبتت التجارب أن هناك الكثير من الأفكار التي ترتقي بالدول، بينما عندنا هناك من يحاربها، لذا لماذا الدولة لا تكرس الكثير من أفكارها لتبريد الطقس، والتعامل مع الطبيعة، فهذا ليس أمرا خياليا.