"أحلام" في ختام "قرطاج 59"... شموخ ملكة "برشا برشا"

فالح العنزي

"مسك ختام من ذهب" هذا ما يمكن أن نصف به الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة الاماراتية أحلام الشامسي في ختام فاعليات النسخة 59 من مهرجان قرطاج العريق في تونس الخضراء "أول من أمس"، وكعادتها أثبتت "الملكة" ومطربة الخليج الأولى واحدى مطربات الاغنية العربية "قولا وغناء" بأنها "حجر نفيس" و"جوكر" لا يعرف الخسارة قط، حيث جاءت حفلتها الغنائية بمستوى رفيع وفخم، أجبر اكثر من 15 الف متفرج زحفوا قبل بدء الحفل بأربع ساعات، تحملوا درجة حرارة المسرح الروماني الشهير في قرطاج،وقفوا لها احتراما وتقديرا،صفقوا لها طويلا وكثيرا ونثروا من أجلها الحب والزغاريد وردوا التحية بمثلها.

" برشا برشا"

"برشا برشا" التحية المثلى التي عرف بها التوانسة كانت على لسان أحلام بمجرد أن اعتلت المسرح،عبرت عن سعادتها وفخرها للعودة والوقوف على ذات المسرح للمرة الثانية بعد غياب 28 عاما عندما وقفت لأول مرة في بداياتها كمطربة، وكعادتها كانت أحلام قد أعلنت أن رد الجميل للجمهور التونسي هو المقابل الذي ستحصل عليه من قبل المهرجان العريق، ولم تكتف بذلك بل تكفلت بكافة المصاريف المطلوبة من أجل إظهار حفلها بالصورة التي تليق بها وحفاظا على ان تكون الليلة الأخيرة من المهرجان لا تنسى وتظل محفورة في ذاكرة كل من حضرها أو شاهدها على التلفاز.

قدمت "أم فاهد" "ليلة من ألف ليلة"،صنعت تحديا كانت جديرة به سببه، فليس كل من يقف على مسرح قرطاج يمر مرور الكرام فكيف الحال عندما تكون "أحلام" وبعد مرور 28 عاما، كل شيء كان مختلفا،مميزا، مفعما بالفخامة والرقي والابهار وبعنان عريض "الوفاء" لكل من كان له الفضل بتقديم احلام بالشكل الذي استحقته منذ اول وقوف لها كمطربة خليجية، ولأن الوفاء من شيم الانسان الحقيقي والصادق حرصت المطربة احلام على رد الوفاء بأفضل منه فقامت بتكريم الملحن انور عبدالله أمام 15 ألف متفرج من الجمهور وعلى مسرح تزينت جنباته بشاشات عملاقة، وهندسة اضاءة، وسيستم رفيع المستوى، وأكثر من خمسين عازفا موسيقيا وكورال وايقاعيين، وتكنولوجيا حديثة متطورة مبهرة،ساندها في كل ذلك "الجيش الحلومي" الذي تدين له أحلام بالكثير من نجاحاتها ولم يخذلها قط. فظهرت أمام الجميع شامخة بعنفوان امرأة وكبرياء ملكة ونرجسية أنثى.

" حب وشغف"

خلال الأمسية الغنائية كانت عروس الحفل مبتهجة ومتأنقة تغني بحب واخلاص يقودها التوق والشوق الى جمهور يعرف مكانتها ويقدرها ويريد أن يتقاسم معها الحب الابدي فكانت كل اغنية عبارة عن عربون محبة وهدية الى من يستحقها، فتشارك الجمهور مع مطربته الاختيارات من جديدها وقديمها فكان صوتها مزلزلا دك ارض المسرح الروماني بكل قوة أمام جمهور جاء وهو يعرف تماما بأن سيقوم بلعب الدور تارة وتارة فشاركوها الطرب والغناء ولسان حالهم يصرخ بصوت عال" ما يصح الا الصحيح".