سورية تنفي توقيع اتفاق مع إسرائيل وتؤجل انتخابات السويداء والحسكة

دمشق، عواصم - وكالات: نفت الحكومة السورية أمس، صحة التقارير التي تحدثت عن توقيع اتفاق أمني مرتقب بين سورية ودولة الاحتلال الإسرائيلي في 25 سبتمبر المقبل، وأكد مكتب التنسيق والاتصال في إدارة الإعلام بوزارة الخارجية السورية في تصريحات لـ"تلفزيون سورية"، أن ما تم تداوله بشأن توقيع أي اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب غير صحيح.

وكانت صحيفة "إندبندنت عربية" قالت إن سورية وإسرائيل ستوقعان اتفاقاً أمنياً برعاية الولايات المتحدة الأميركية في 25 سبتمبر المقبل، وجاءت هذه الأنباء بعد يومين من عقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اجتماعاً في باريس مع وفد إسرائيلي، لبحث عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في جنوب سورية والمنطقة، وقالت وكالة أنباء "سانا" السورية إن النقاشات تركزت على خفض التصعيد وعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.

من جانبها، أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب أمس، تأجيل الانتخابات البرلمانية في محافظات السويداء والرقة والحسكة بسبب التحديات الأمنية، وقال المتحدث باسم اللجنة نوار نجمة لقناة "الإخبارية" السورية الرسمية، إنه حرصاً من اللجنة العليا على التمثيل العادل في مجلس الشعب لمحافظات السويداء والحسكة والرقة، ونظراً لما تشهده من تحديات أمنية، فإنها قررت إرجاء العملية الانتخابية فيها لحين توفر الظروف المناسبة والبيئة الآمنة، مؤكدا أن مخصصات المحافظات الثلاث من المقاعد ستبقى محفوظة إلى حين إجراء الانتخابات فيها في أقرب وقت.

من جهتها، أعلنت السلطات الأمنية في محافظة السويداء تحرير عدد من المدنيين المخطوفين وتسليمهم لذويهم، وكشف قائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي في فيديو بثته قناة "الإخبارية السورية" على منصة "إكس" أن الحادثة جرت قبل 10 أيام عندما كان المخطوفون، الذين لم يذكر عددهم، متجهين نحو السويداء من جهة مدينة صحنايا بمحافظة ريف دمشق، قائلا "وصلنا بلاغ باختطاف حافلة واستنفرنا"، مضيفا أنه "بعد مساع حثيثة ومتابعة أمنية بالتعاون مع قيادة الأمن الداخلي بدرعا، "توصلنا لمعلومات عن تواجد العائلة في مناطق أهلنا من البدو"، موضحا أن الحادثة جرت على خلفية أن "من أخذوهم لديهم مختطفون داخل السويداء وأنهم كانوا يتعرضون لابتزاز ولا يستطيعون الوصول إلى ذويهم"، مشدداً على أن موضوع الاختطاف مدان ومستنكر، قائلا "استطعنا من خلال بعض القنوات التواصل مع الخاطفين، الذين لم يسمهم، وإعادة المختطفين إلى ذويهم بسلام"، لافتا إلى أن المختطفين المحررين قالوا إن خاطفيهم عاملوهم بشكل جيد، داعيا كل من لديه مفقودين في السويداء للتوجه إلى الدولة التي ستقوم بمسؤولياتها بكامل جهدها لاستبيان مصيرهم وإعادتهم.

بدورها، أعلنت قوات الأمن الداخلي السوري مقتل رجل أمن خلال احباط محاولة هجوم إرهابي نفذها عنصران من تنظيم "داعش" على نقطة أمنية في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، وقال قائد الأمن الداخلي في المحافظة ضرار الشملان إن أحد الإرهابيين حاول تفجير نفسه بحزام ناسف مستهدفا النقطة، فيما اندفع الثاني بسلاح فردي لمهاجمة العناصر الذين تمكنوا من تحييد الانتحاري قبل أن يفجر نفسه والاشتباك مع الثاني والسيطرة عليه ما أسفر عن تحييد كلا الإرهابيين.

إلى ذلك، كشف عضو وفد قوات سورية الديمقراطية "قسد" للتفاوض مع الحكومة السورية الرئيس المشارك لحزب "الاتحاد السرياني" سنحريب برصوم، أنّ دمشق ترغب في حل جميع مؤسسات الإدارة الذاتية المدنية والأمنية، مؤكداً أن المحادثات متوقفة حالياً بعد رفض الحكومة عقد جولة جديدة في باريس، قائلا إن وفد التفاوض يسعى لإطلاع جميع مكونات المجتمع في شمال شرق سورية على مستجدات الحوار، مشيرا إلى أن ما تبيّن خلال الجولات السابقة من المحادثات هو أن دمشق ترغب في حل جميع المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية وفق تفسيرها لفقرة "دمج المؤسسات" الواردة في الاتفاقية التي تم توقيعها في 10 مارس الماضي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، موضحا أن وفد الإدارة الذاتية لديه مفهوم مختلف للدمج، يقوم على ربط المؤسسات بنظيراتها في دمشق من دون حلّها، مؤكداً أن هذه النقطة جوهرية وما زالت محل خلاف، لافتاً إلى أنه لم يتم تحديد موعد جديد لأي جولة مقبلة، وأن وفد الإدارة الذاتية بانتظار رد رسمي من دمشق بشأن تحديد مكان وزمان استئناف المحادثات.