الماضي وتَقَبُّل ما لا يمكن تغييره

حوارات

يتقبّل الانسان الشيء عندما يُسلِّم ويرضى به ويقبله، لا سيما ما حدث في الماضي، ربما يمثّل القبول بما حدث ومضى أصعب الأمور على المرء، لكن توجد أساليب حياتية، وطرق تفكير معيّنة وسلوكيّات فعّالة ترسّخ في عقل وقلب الفرد أهمية قبول ما لا يمكن تغييره، ونذكر منها ما يلي:

-الاستفادة من تجارب الماضي: يستفيد العاقل من التجارب الحياتية التي حدثت له في الماضي، بشكلين لا ثالث لهما، فإمّا أنّه يعيد تكرار سلوكيّاته الإيجابية، وما أفضت إليه من أمور حسنة في حياته، وإمّا أنّه يحرص على عدم تكرار السلوكيات السلبية التي أورثت أموراً ومشاعر سلبية لديه.

وينتفع المرء من تجارب الماضي عن طريق التعرّف بدقّة على طريقة التفكير التي أدّت به الى تصّرف ما في الماضي، ويتمسّك بما هو إيجابي، ويعاهد نفسه على عدم إعادة ما هو سلبي.

-الرضا بقضاء الله عزّ وجلّ: يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرا له".

يدرك المرء المؤمن أن في حياته او مماته في قضاء المولى عزّ وجلّ، وأنّه حري به القبول بكامل قضاء ربّه، وهو اعتقاد ايماني فعّال وايجابيّ للغاية، وأنّه يوجد أشياء حدثت له في حياته لا يمكنه تغييرها إطلاقاً.

-التركيز على الأولويات والأهداف: يُسَخِّر العاقل وقته وجهده في التفكير الإيجابي في حاضره ومستقبله، وما يمكن أن يحقّقه من أولويات وأهداف حياتية ايجابيّة، بدلاً من الانشغال المفرط بما حدث له في الماضي من تجارب سلبية.

وممّا يساعد في هذا الأمر هو وضع جدول زمني افتراضي كامل يسعى خلاله الفرد الى تحقيق أبرز أولوياته الشخصية، ويشغل نفسه في تنفيذها، رّغم ما يطرأ عليه بين الحين والآخر من أسف، أو حزن، أو ندم على ما حدث له في الماضي، وإذ لا يمكن إطلاقاً العودة الى الماضي لإصلاح ما حدث فيه.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi