إعلان "الحرس الوطني" في السويداء
دمشق، عواصم - وكالات: فيما لا يزال الجدل يحيط بمسألة تأجيل الانتخابات التشريعية في بعض المحافظات السورية لاسيما شمال شرق البلاد وفي الجنوب، اعتبر مجلس سورية الديمقراطي "مسد" أن تأجيل الانتخابات تكريس للانقسام، مشددا على أن المجلس يسعى للمصالحة الوطنية، مؤكدا أن الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية وقوات "قسد" تدعمان الحكومة في دمشق، وأتت تلك التصريحات بعدما أكدت الإدارة الذاتية الكردية في أول تعليق لها على قرار لجنة الانتخابات، أن مناطق شمال وشرق سورية هي الأكثر أمنا، قائلة إن التاريخ يكرر نفسه ويتم مرة أخرى سلب الحق في الانتخابات والتصويت من كل السوريين، واصفة قرار التاجيل بأنه "تغييب وإقصاء لنحو نصف السوريين".
في المقابل، اتهم المتحدث الإعلامي للجنة العليا للانتخابات نوار نجمة الفصائل المسلحة بحرمان سكان هذه المناطق من حقهم في الانتخابات، مؤكدا أنه منذ صدور مرسوم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب وتشكيلها كان هناك تحدّ كبير لجهة إتمام العملية في مناطق الرقة والحسكة والسويداء، قائلا إن اللجنة أملت خلال الفترة الماضية، بتحسن الوضع الأمني والسياسي في تلك المناطق بشكل يتيح إتمام العملية الانتخابية، لكن الواقع كان غير ذلك، مضيفا أنه حتى الآن ورغم صدور المرسوم رقم 143 عن الرئيس السوري الخاص بالنظام الانتخابي، لم يطرأ أي تحسن على ظروف تلك المحافظات، ما وضع اللجنة أمام خيارات صعبة للغاية، إحداها إجراء الانتخابات في مناطق خارج تلك المحافظات، مشددا على أن اللجنة رأت أن الإجراء قد يحرم سكانها من الحق الانتخابي فارتأت تأجيل الانتخابات لحين توافر الظروف الملائمة.
وأكد أن أول هذه الظروف فرض الدولة لسيادتها بما يناسب إجراء العملية الانتخابية بكامل شروطها، مع التأكيد على أن المقاعد المخصصة للمحافظات الثلاث بالمجلس ستبقى شاغرة، لافتا إلى أن هذا الشغور إلى حين إتمام العملية الانتخابية يكفل حق المواطنين بالمحافظات الثلاث بالمشاركة العادلة في تشكيل السلطة التشريعية، محملا الفصائل المسلحة المسيطرة على تلك المحافظات، مسؤولية حرمان المواطنين من المشاركة بالعملية السياسية، مذّكراً بأنها لطالما اتهمت الحكومة بأنها تحاول إقصاءها، لكنها عرقلت كل الجهود حينما حقّ الاستحقاق الانتخابي، مشددا على أن تصرفات تلك الجماعات هي من تعيق إتمام العملية الانتخابية في تلك المناطق، آملاً أن يتغير الوضع وأن يشهد تحسناً إيجابياً لإتمام العملية الانتخابية بشكل حر ونزيه وعادل، وفق تعبيره.
وفيما لا تزال الأوضاع الأمنية متوترة في محافظة السويداء رغم توقّف أعمال العنف، أعلنت مجموعات مسلحة الاندماج ضمن ما سمّته "الحرس الوطني" لحفظ الأمن في المحافظة، مؤكدة التزامها الكامل بقرارات الزعيم الدرزي حكمت الهجري، في حين أوضح مصدر خاص من حركة رجال الكرامة، أكبر الفصائل المحلية في السويداء، أن الحركة لم تنضم للجيش الموحد أو قوات الحرس الوطني التي شكلت بمباركة من الهجري، قائلا إنه "لا مشكلة للحركة بالتنسيق مع هذه التشكيلات، لكن لا توجد نية بالانضمام إليها".
في المقابل، اعتبر ليث البلعوس الموالي للرئيس الانتقالي أحمد الشرع تشكيل ما سمي بـ"الحرس الوطني" خطوة تفتقد لصوت العقل، قائلا: إن تسمية الفصيل الدرزي الجديد مستنسخة من "الحرس الثوري" الإيراني، مشيرا إلى أنها خطوة تحمل في طياتها الخراب، وفق تعبيره، وقال في منشور على "فيسبوك" إن أبناء محافظة السويداء كانوا ينتظرون من الشيخ حكمت الهجري، الذي يعتبره البعض مرجعية لهم أن يطلّ عليهم بموقف جامع يطرح الحلول ويقود الناس نحو برّ الأمان، لكنه ظهر كعادته في فيديو محاطاً بزمرة من قادة الفصائل، بينهم من عُرف سابقاً بالخطف والسرقة والنهب وابتزاز النساء، لإعلان تشكيل ما يسمى "الحرس الوطني" تسمية مستنسخة من "الحرس الثوري"، ورأى أن الرسالة التي وصلت من هذا الظهور لم تكن رسالة حكمة أو مسؤولية.