الخميس 28 أغسطس 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
السفير شلتوت لـ'السياسة': مصر والكويت... شراكة ستراتيجية
play icon
السفير أسامة شلتوت
المحلية

السفير شلتوت لـ"السياسة": مصر والكويت... شراكة ستراتيجية

Time
الأحد 24 أغسطس 2025
فارس غالب
أكد أن الزيارات رفيعة المستوى بين القيادتين تعكس متانة علاقات البلدين وتطورها
  • علاقات البلدين قائمة على الحوار... والاحترام المتبادل حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة
  • تطور في التعاون السياسي والاقتصادي في السنوات الأخيرة ودعم القضية الفلسطينية
  • 1٫2 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين... و671 ألفاً عدد الجالية المصرية
  • تفعيل اللجنة العليا المشتركة بعد انقطاع 5 سنوات واتفاقيات ستراتيجية لتعزيز التعاون

فارس غالب

أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى دولة الكويت أسامة شلتوت أن العلاقات بين مصر والكويت تعد نموذجاً راسخاً للأخوة العربية والتضامن المشترك، وتمثل شراكة ستراتيجية تتجاوز الإطار التقليدي للعلاقات الثنائية، لافتا الى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت 1.2 مليار دولار.

وأضاف شلتوت في لقاء وداعي مع "السياسة" بمناسبة قرب انتهاء مهام عمله أن هذه العلاقات لم تُبنَ فقط على المصالح المشتركة، بل ارتكزت على أواصر تاريخية من الأخوة والثقة المتبادلة التي أثبتت قدرتها على الصمود أمام مختلف التحديات الإقليمية والدولية.

وأشار الى أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا لافتا في مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث تعززت الاستثمارات الكويتية في مصر، وتعمق التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الحوار المستمر والاحترام المتبادل بين القيادتين والشعبين الشقيقين يمثلان حجر الزاوية في بناء علاقة قوية تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتجسد رؤية مشتركة لمستقبل عربي أكثر ازدهارا وتعاونا.

ولفت السفير شلتوت إلى أن الجالية المصرية في الكويت تتجاوز 671 ألف مواطن، وهي ثاني أكبر جالية بعد الجالية الهندية، مشددا على أن أبناء مصر في الكويت يشكلون ركيزة اجتماعية واقتصادية مهمة تساهم في تنمية البلاد وتطويرها.

وأكد أن السفارة حرصت خلال السنوات الماضية على تحديث خدماتها القنصلية وتبني التحول الرقمي، إلى جانب المشاركة في مبادرات اجتماعية وثقافية عززت حضورها في المجتمع الكويتي، كاشفاً عن أن أهم محطات عمله سفير لدى الكويت إعادة تنشيط اللجنة العليا المشتركة بعد انقطاع دام خمس سنوات، وتفعيل لجانها الفرعية، ودفع مسيرة التعاون إلى آفاق أرحب بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

كيف تقيّم العلاقات بين مصر والكويت خلال فترة عملكم؟

تعتبر العلاقات بين مصر والكويت مثالاً يحتذى به في التضامن والأخوة العربية والشراكة الستراتيجية التي تتجاوز حدود العلاقات التقليدية، وشهدت العلاقات خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملموساً في أوجه التعاون والتفاهم بين البلدين، حيث تم تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل مستمر.

فالعلاقات بين البلدين ليست فقط مبنية على المصالح المشتركة، بل ترتكز على أواصر تاريخية من الأخوة والثقة المتبادلة التي أثبتت قدرتها على الصمود أمام تحديات إقليمية متجددة.

ولقد كان من دواعي سروري أن أشهد العمل على دفع التعاون ليشمل مجالات جديدة فضلا عن تطوير القائم منها، ما يعكس رؤية مشتركة لمستقبل عربي مزدهر ومستقر، وأؤكد أن هذه العلاقات القائمة على الحوار والاحترام المتبادل هي حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة.

أبرز الملفات

ما أبرز الملفات التي شهدت تطوراً لافتاً في التعاون الثنائي؟

شهدت العلاقات الثنائية تطوراً بارزاً في عدة مجالات، أبرزها التعاون الاقتصادي، حيث تصاعدت الاستثمارات الكويتية في مصر لاسيما في مجالات البنية التحتية والسياحة والطاقة. واستمرت الجهود لتوسيع التعاون الأمني والسياسي لمواجهة التحديات الإقليمية بما يضمن الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، فضلا عن التنسيق والتعاون بين البلدين لدعم القضية الفلسطينية ونصرة إخواننا في غزة.

فالكويت هي من أكثر الدول التي قدمت مساعدات إنسانية لغزة، وتعد الكويت جزءا أساسيا من المواقف العربية والإسلامية الموحدة الرافضة لتهجير الفلسطينيين، كما أن مصر تتوافق مع الكويت في الرؤى لاسيما حيال القضية الفلسطينية وهنا أشير إلى تصريحات وزير الخارجية د.بدر عبدالعاطي التي أكد فيها أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما يدعى بـ"إسرائيل الكبرى" هي مجرد أوهام ولن تسمح مصر بها.

كل هذه الملفات تشير إلى عمق العلاقة التي لا تقتصر على التنسيق الرسمي، بل تمتد لتشمل شراكات مجتمعية وإنسانية.

التنسيق السياسي

كيف تصف مستوى التنسيق السياسي بين القاهرة والكويت في الملفات الإقليمية؟

التنسيق السياسي بين مصر والكويت يعد مثالاً ناصعاً على التعاون العربي البناء، حيث يتسم بالتشاور المستمر والتنسيق الوثيق في ملفات حساسة تمس الأمن القومي العربي.

وتتفق الدولتان على ضرورة تعزيز الحلول السياسية السلمية، والحفاظ على وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، هذا التنسيق السياسي انعكس إيجاباً في المواقف المشتركة داخل المحافل الدولية والإقليمية، مع تبادل للأفكار والرؤى التي تدعم الأمن والاستقرار. وقد شهدت الفترة الاخيرة تعاوناً قوياً في مواجهة قضايا مثل مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن البحري، بالإضافة إلى دعم القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل كما أوضحت مسبقا.

الزيارات الرسمية

إلى أي مدى ساهمت الزيارات الرسمية المتبادلة في تعميق العلاقات؟

شهدت السنوات الأخيرة الكثير من الزيارات الرسمية المتبادلة التي كان لها بالغ الأثر في تعميق العلاقات بين البلدين، حيث زار فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي الكويت مرتين في عامي 2022 و2025، كما استقبلت مصر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد في 2024، ولعل أبرز مؤشر على العلاقات العميقة المتينة بين البلدين أن زيارة كل من صاحب السمو إلى مصر في 2024 وفخامة الرئيس إلى الكويت في 2025 كانت على مستوى "زيارة دولة"، وهي أرفع مستوى للزيارات بين الدول، وتعكس الأخوة والصداقة بينهما.

كما شهدنا خلال الفترة الأخيرة زيارات لرئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي إلى الكويت فضلا عن تبادل العديد من الزيارات على المستوى الوزاري أبرزها زيارة المهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء المصري وزير النقل والصناعة، وزيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ فهد اليوسف إلى مصر، وزيارة د.بدر عبدالعاطي وزير الخارجية إلى الكويت، وزيارة وزير الخارجية عبدالله اليحيا إلى مصر على هامش اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.

هذه الزيارات كانت بمثابة نقاط تحول مهمة، أسهمت في دفع مسيرة التعاون إلى آفاق أوسع. أتاحت هذه اللقاءات فرصاً للتشاور وبحث فرص تعزيز التعاون المشترك بما يعود بالنفع على الطرفين، كما شهدت توقيع اتفاقيات ستراتيجية في مختلف القطاعات.

تعزيز التعاون

كيف انعكست زيارات القيادات السياسية بين البلدين على العلاقات الثنائية؟

زيارات القيادات السياسية كانت بمثابة دفع قوي لتطوير العلاقات في جميع المجالات، إذ أتاحت فرصاً لتوقيع اتفاقيات ستراتيجية وتعزيز التعاون المشترك كما ساهمت هذه الزيارات في توحيد الرؤى حول قضايا إقليمية مهمة، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، والتأكيد على أولوية العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وكل زيارة كانت تضيف بعداً جديداً من التفاهم وتعميق العلاقات الثنائية، مع التأكيد على ضرورة استمرار هذا الزخم لتحقيق مصالح الشعبين.

اتفاقيات وتفاهمات

هل تمخضت عن تلك الزيارات اتفاقيات أو تفاهمات مهمة؟

بالفعل، أسفرت العديد من الزيارات عن توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة تشمل التجارة، والاستثمار، والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والصحة، والأمن، والدفاع، وغيرها. هذه الاتفاقيات لم تكن مجرد نصوص، بل تحولت إلى برامج عمل فعلية تطبق على أرض الواقع، مما عزز من مستوى التعاون وفتح آفاقاً جديدة، كما تم التوصل إلى تفاهمات مشتركة بشأن دعم الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والتطرف.

هذه الإنجازات تدل على جدية البلدين في تعزيز شراكتهما، والتزامهما المشترك برفع مستوى العلاقات إلى أعلى المستويات.

أبرز المحطات

ما أبرز محطات عملكم سفيراً لمصر لدى الكويت؟

حول أبرز المحطات خلال فترة عملي كانت إعادة تنشيط اللجنة العليا المشتركة، التي لعبت دوراً محورياً في تعزيز التعاون الثنائي على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث انعقدت اللجنة في عام 2024 بعد انقطاع دام لخمس سنوات فضلا عن تفعيل اللجان الفرعية المشتركة المنبثقة عن اللجنة العليا مثل اللجنة التعليمية، والعمالية، والقنصلية، والتجارية، وغيرها من اللجان. كما عملت على تحديث وتطوير الخدمات القنصلية لتوفير تجربة أفضل للجالية المصرية، مع التركيز على تسهيل الإجراءات وتقديم الدعم القانوني والاجتماعي.

كذلك، بذلت جهوداً لتعزيز التواصل الثقافي بين البلدين عبر تنظيم فعاليات وورش عمل تعزز الوعي المشترك بتاريخ وحضارة مصر. هذه المحطات، التي كانت جزءاً من ستراتيجية شاملة، جاءت لترسيخ مكانة السفارة كمنصة فاعلة ومفتوحة لجميع أبناء الجالية، ومركزاً للتعاون المثمر بين الدولتين.

الخبرات السابقة

كيف ساهمت خبراتكم السابقة في تشكيل أداء السفارة خلال فترة ولايتكم؟

سبق وأن عملت بالسفارة المصرية في الكويت كرئيس للقسم السياسي خلال الفترة 1997-2001، وهو ما ساعدني كثيرا في مهمتي كسفير خلال السنوات الأربع الماضية، فالكويت دولة فريدة وغنية بثقافتها وتاريخها، ولقد أسهمت تجربتي السابقة في الكويت في تيسير عملي كسفير لجمهورية مصر العربية لدى دولة الكويت، وبفضل هذه الخبرة، تمكنت من وضع خطط عمل مرنة وقابلة للتطوير، مع التركيز على بناء فريق عمل متجانس ومتفاعل وأنتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر لكافة أعضاء فريق العمل.

تفاعل السفارة

كيف قيّمتم تفاعل السفارة مع القضايا العامة والمجتمع الكويتي؟

حرصنا على أن تكون السفارة جزءاً فاعلاً من المجتمع الكويتي، لا مجرد جهة ديبلوماسية. شاركنا في مبادرات اجتماعية وثقافية مشتركة تعزز من التفاهم والتعاون بين الجاليات المختلفة، ودعمنا الفعاليات الوطنية التي تجمع شعوب البلدين، وعززنا التعاون مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق أهداف مشتركة. كان التفاعل مفتوحاً وصريحاً، مع الحرص على بناء علاقات إيجابية تعكس صورة مصر الحقيقية، وتعزز من مكانتها في الكويت، هذا التفاعل ساهم في خلق أجواء من الثقة والاحترام المتبادل، ما يعزز العلاقات على المدى الطويل.

الجالية المصرية

ما التقدير الرسمي لأعداد المصريين المقيمين في الكويت اليوم؟

يتجاوز عدد الجالية المصرية 671 ألف مواطن مصري مقيم بالكويت، وهي الجالية الثانية بعد الجالية الهندية في الكويت، وذلك وفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة الكويتية في هذا الشأن.

والحقيقة أن الجالية المصرية في الكويت تمثل ركيزة اجتماعية واقتصادية تعمل على تنمية الكويت وتطويرها، وأنوه في هذا الإطار بتصريحات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أيام التي حذر فيها من محاولات الوقيعة بين الشعوب العربية، وهي التصريحات التي لاقت صدى واسعا وإيجابيا للغاية داخل المجتمع الكويتي.

فالتصدي لمحاولات الوقيعة التي تنبع من حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي يختفي أصحابها خلف الشاشات هو واجب حتمي علينا جميعا كمسؤولين ومواطنين، وستواصل السفارة المصرية رصدها لهذه الحسابات المسيئة وملاحقتها قانونيا وقضائيا حتى القضاء على هذه الظاهرة السلبية.

لا تحديات

ما أبرز التحديات التي واجهتها الجالية المصرية؟، وكيف تعاملتم معها؟

بداية لا توجد تحديات بين الأشقاء، ووجود هذا العدد الكبير من المصريين في الكويت هو خير دليل على العلاقات الطيبة والأخوية والمتينة بين الشعبين، وأنوه في هذا الصدد بأن البلدين يعملان سويا بمنهج الوقاية خير من العلاج، وذلك في كافة الملفات، وهناك دائما نقاش مستمر على كافة المستويات لتيسير كافة الأمور للشعبين الشقيقين سواء للمصريين في الكويت أو للكويتيين في مصر.

دعم الاستثمارات

ما الدور الذي لعبتموه في دعم الاستثمارات أو التعاون الاقتصادي؟

كان لدور السفارة أهمية كبيرة في تسهيل الحوار بين رجال الأعمال في البلدين، وتقديم الدعم اللازم لإزالة العقبات التي تواجه الاستثمارات الكويتية في مصر، فقد عملنا على تنظيم منتديات اقتصادية ومناسبات تعريفية لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في مصر حيث تم تنظيم عدة لقاءات لمنتدى الأعمال المصري-الكويتي فضلا عن اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة المعنية بالاقتصاد والاستثمار.

وزارت وفود عدة من رجال الأعمال الكويتيين مصر كما تم ترتيب لقاءات لهم مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء د.مصطفى مدبولي. وحرصت البعثة على تقديم المشورة والتواصل مع مجتمع الأعمال الكويتي، كما عملنا على تنسيق الجهود بين الوزارات والمؤسسات الاقتصادية لضمان بيئة استثمارية جاذبة، ودعمنا هذا أدى إلى زيادة حجم الاستثمارات، وتعزيز التعاون في مشاريع بنية تحتية حيوية، مما يساهم في التنمية الاقتصادية المتبادلة ويخلق فرص عمل جديدة.

التبادل التجاري

كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت 1.2 مليار دولار في عام 2024، ما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين وحرصهما على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية، ونرى أن إمكانيات البلدين وعلاقتهما المتميزة تسمح بتعزيز ذلك الرقم.

قنوات تواصل مباشرة مع الجالية

فيما يتعلق بتعزيز صلة السفارة بأبناء الجالية، أكد السفير المصري إطلاق عدة مبادرات تعزز التواصل مع أبناء الجالية مثل فعاليات ثقافية ورياضية واجتماعية، بالإضافة إلى برامج تعليمية تهدف الى الحفاظ على الهوية الوطنية، كما عملنا على تنظيم لقاءات دورية للاستماع لملاحظات المواطنين، مع إنشاء قنوات تواصل مباشرة تتيح لهم طرح قضاياهم والتفاعل معها بشكل فوري.

آخر الأخبار