انقسم الكويتيون على قرار وزارة الداخلية القاضي فتح ابواب البلاد لجميع الجنسيات لزيارة الكويت، بل لعلي لا ابالغ فرحة الاجانب فاقت مواقف الكويتيتين المتقاطعة، داخلياً اول المؤيدين والمشجعين للقرار التجار وملاك العقارات والفنادق، اما المعارضون المواطنون العاديون (الحفاي) الذين لا هم في العير ولا النفير، وهؤلاء لا شك الاكثرية، فنسبة فئة التجار وملاك العقارات قد لا تزيد عن 15 في المئة.
المعارضون يخشون زيادة الايجارات وارتفاع الاسعار وازدحام الشوارع، فيما التجار يرون أن الكويت بحاجة إلى الانفتاح اسوة بشقيقاتها الخليجيات، وهناك من يقول ان الخليجيين لم ينفتحوا على الاخرين الا بعد تهيئة الاسباب والظروف، ما لا وجود لها في الكويت.
منذ سنوات طويلة كان هاجس الكويت هو الامن، فكان الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، رحمه الله، عندما كان وزيراً للداخلية، وحين تولى رئاسة مجلس الوزراء يعارض فتح الابواب على حساب الامن، وكان الكثير من المشاريع الاجنبية تعرض على الحكومة وترفضها، من بين تلك المشاريع جعل الكويت منطقة تجارية حرة، الا أن الشيخ سعد قال لهم: "خل يسوونها في البحرين".
تخلف الكويت عن الركب السياحي او التجاري لا لانها منغلقة، لكن مع هاجس الشيخ سعد الامني كان هناك كثيرون ايضاً يشاركون الشيخ سعد هاجسه الامني. في الكويت بقي الهاجس الامني يفوق الانفتاح، الامر الذي جعل صعوبة الحصول على الفيزا على الكثير من رعايا الدول الذين يرغبون بزيارة الكويت او العمل مثل ايران ولبنان وسورية، والعراق وافغانستان ودول اخرى.
الغزو العراقي الغاشم، وقبله الثورة الايرانية، ثم الحرب العراقية - الإيرانية، وظهور التيارات المعارضة الدينية، كل ذلك كان كافياً لاغلاق البلاد.
إن الشيخ سعد، رحمه الله، كان رجل امن قبل ان يكون رجل سياسة، لذلك كان محبوباً من الاغلبية الكويتية الذين كانوا يتفقون مع رأيه، فالكويت وإالى هذه الساعة غير مؤهلة لتكون بيئة سياحية، او دولة سياحية منفتحة مع ما يتطلب ذلك من الانفتاح والترفيه، واماكن اللهو والمراقص والخمور.
انا اعتقد وهذا واقع نعايشه ونراه في البلدان المنفتحة والحاضنة للسياحة، كوجود الخمور والملاهي وصالات القمار والدعارة، وهذا عنوان السياحة الجديدة، اما زيارة المتاحف والاثار والمعارض الفنية والمكتبات، فهي موضة قديمة، لان نسبة الشباب من الجنسين تفوق كبار السن الذين يجوبون البلدان بغرض المغامرات والتسلية والترفية والعلاقات مع الجنس الاخر.
فهل نحن هنا في هذي الكويت نتقبل هذا النوع من السياحة الـ" open" إن وجدت، وأين في المطاعم والمقاهي والحدائق؟
وزير داخليتنا رحب بزوار الكويت، لكن يبقى السؤال: عن اي نوع من الزوار الذين يرحب بهم معالي الوزير، فعندما نشاهد على شاشات هواتفنا صوت وصورة فرحة مواطنين من دول ثلاثة ارباعهم فقراء، والثلث الاخر تحت الصفر، والثلث الباقي معاناة الفقر والبطالة، فما فرحة هؤلاء من انفتاح الكويت الا للعمل في الوقت الذي اصبح فيه ابناؤهم يعانون من البطالة، وشح الطلب.
انفتاح البلد احد المطالب القديمة، لكن اي سائح يقبل ان يتكبد زيارة بلد الممنوعات فيه اكثر من المسموحات؟
قلنا آنفاً سواح هذا العصر شباب، ومتطلباتهم لا تتوافر، واذا توافرت سوف تقوم قيامة الجماعات المتشددة، وتسلطهم على المطاعم والمقاهي ودور السينما وصالات العاب البولنغ والبلياردو.
هذا يتطلب حكومة قلبها حديد وعيونها حديد وحمرة، الكويت لا تتوافر فيها شروط السياحة الناجحة، ومواطنونا الاكثر تنقلاً في بلاد العالم، واكتشاف مواطن السياحة المجهولة، وسوف نبقى فقراء سياحياً إلى أن تفتح الحكومة عيونها على الممكن والجائز.
وإلى أن يتحقق ذلك بعد عمر طويل يبقى الكويتيون على قائمة الانتظار على سياحة جديدة "نيو لوك".
صحافي كويتي
[email protected]