الخميس 28 أغسطس 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كُنْ حُرّا ومُستقلاً تماماً
play icon
كل الآراء

كُنْ حُرّا ومُستقلاً تماماً

Time
الاثنين 25 أغسطس 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

أعترف أنني لا أزال أسعى إلى تحقيق ما أعتقد أنّها الحريّة والاستقلالية التّامتين في حياتي الخاصّة والعامة، لأنني أعتقد أنها تمثّل، على الأقل بالنسبة لي، مفاتيح السعادة الحقيقية، وبوابات تحقيق الحياة الكاملة، والمتطلّبات الأهم لربط آمالي وتطلّعاتي الشخصية بما أستطيع تحقيقه في البيئة المحيطة بي، وممّا أعتقد أنه سيحقق بالكامل الحرية والاستقلالية للانسان، وما سيؤدي إليه هذا الأمر من إنجازات وفوائد حياتية رائعة، نذكر ما يلي:

ـ مبادئ الحرية والاستقلالية التّامة: تمثّل الاعتمادية الإيجابية والكاملة على النفس أبرز متطلّبات تحقيق الحرية و الاستقلالية التّامتين، والاعتمادية السلبية هي التبعيّة الفكرية والعاطفية للآخرين، لكن عندما يعتمد المرء على نفسه بشكل كامل، لا سيما في الإيفاء بمسؤولياته الأساسية تجاه نفسه، فهو يستغني عن كل ما يمكن أن يقيّده فكرياً أو عاطفياً، وحيث يكاد يختفي اعتماده على الآخرين في تدبير شؤون حياته، لا سيما إدارته لشؤون حياته الخاصة، وخصوصاً في قدرته على توفير طعامه وملبسه، وسكنه ورزقه، وأن يكون مستعداً على الدوام، وخلال لحظات على التأقلم السريع مع ظروفه الحياتية، التي يمكن أن تتغيّر خلال ثوان.

والحرّ والمستقلُّ فعلاً لن يعاني من أي تأخير يذكر أثناء توائمه السريع مع تغيّر البيئة المحيطة به، ويحرص هذا النوع من الأفراد النادرين على امتلاك المهارات الفكرية والعملية التي تساعدهم على إعادة بناء شخصياتهم وحياتهم خلال لحظات، ودأب هذا النوع من الرائعين هو التثقيف الذّاتي المستمر.

ـ فوائد الحرية والاستقلالية التّامة: تقوى المناعة النفسية، وتشتد العزيمة، وتزيد القدرة الشخصية على الاستمرار في المثابرة لتحقيق الأهداف الحياتية عند من يستمر في امتلاك مزيد من الحرية والاستقلالية، وستجده الأسرع على التكيّف، والأقرب الى المنطقية والعملية في طريقة تفكيره، والأكثر تحكّماً في ردود فعله، والأكثر صلابة في صموده العاطفي، ويتّصف كذلك بقدرته على الاستفادة الفعلية من تجارب الماضي، ويندر أن يكترث بآراء الناس عنه ما دام لم يؤذيهم، وإذا لم تكن الحرية والاستقلالية التّامتين الأسس المؤسسة للحياة الناجحة في عالم اليوم المضطرب، فالبديل هو الأسوأ.

كاتب كويتي

آخر الأخبار